لا مفر

51K 1.3K 80
                                    

:مستحيل! انا مش موافقة.

خرجت كلمات الاحتجاج كالرعد من فم مريم فور ان اخبرها جدها بقراره لتزويجها من شريكه يوسف جلال ,ومع ذلك بدا صوته هادئا وهو يسألها: وايه السبب؟

تفاجأت مريم من سؤاله أو بالاصح لم تتوقع منه ان يسال مثل هذا السؤال وهو بالتاكيد يعلم جوابه ومع ذلك قررت أن تجيب عليه ولم يكن قد هدأ انفعالها بعد: ازاي يا جدي عاوزني اوافق اني اتجوز واحد معرفوش وكمان عمره اد عمري مرتين؟ ليه ياجدي عاوز تعمل فيا كدة؟

لم يرد عبدالرءوف على الفور بل تأمل في ملامحها قليلا فهي ماكانت تشبه والدها باي شكل من الاشكال فملامحها بدت اوروبية بشكل أكثر من واضح بوجهها الدائري الصغير وبشرتها البيضاء الشاحبة وعينيها الواسعتين بلون العشب الأخضر وشعرها الأحمر الناري مما كان سيجعله يشك في حقيقة نسبها اليه الا ان قلبه كان على يقين بأن الدماء التي تجري في عروق تلك الشابة الفاتنة هي نفسها الدماء التي تجري في عروقه علاوة على تلك الصور التي كان يرسلها لها ابنه بصورة مستمرة في ذكرى ميلادها كل عام وهو يقف بجانبها, كما أنها قد ورثت عن والدها طبعه وعناده. قطع عبدالرءوف الصمت ليقول بلهجة قوية تحمل الكثير من التهديد: مريم! انتي لما بعتيلي عشان تيجي تقعدي معايا في مصر كنتي واثقة ان انا اكتر واحد هكون خايف عليكي وعلى مستقبلك عشان كدة لازم تثقي في قراراتي كويس أوي. يعني لما اقولك ان يوسف هوة انسب واحد ليكي وهو الوحيد اللي هيقدر ياخد باله منك ومن مصالحك يبقا انا صح ولازم كلامي يتنفذ.

تسلل الاحباط بداخل مريم وقد بدات تيأس من ان جدها سيهتم كثيرا باعتراضاتها: طيب يا جدو انا لسة صغيرة وكمان لسة قدامي اربع سنين كلية . غير اصلا ان الحياة هنا لسة غريبة عليا شويه. فما بالك بقا بالجواز من شخص غريب معرفوش وكمان من مجتمع غريب نسبيا بالنسبالي؟

عبدالرءوف : كل دة هيتحل . المهم دلوقت انه على وصول عشان يقابلك وتتعرفوا على بعض

ثم اشار باصبعه باتجاهها محذرا:مريم ! اياكي تصغريني أدامه

مريم باستسلام: حاضر ياجدو

وهم عبدالرءوف بالذهاب وقد بدا عليه الارهاق من حدة النقاش:ياللا. اسيبك انا بقا عشان تغيري هدومك. ذهب عبد الرءوف تاركا مريم وهي تتخبط بين أفكارها فمن ناحية لا تريد ان تعصي جدها وخاصة وهي تعلم مدى خطورة حالته الصحية فهو الان بالنسبة لها قريبها الوحيد الذي يمكنها الاعتماد عليه, ومن ناحية اخرى لا تريد الزواج الان وخاصة من ذلك الشخص فهو اكبر منها بكثير كما انها لاتعلم عنه الا انه شريك جدها. وفجأة خطرت لها فكرة .فماذا ان لم يكن هذا الشخص هو ايضا لا يوافق على تلك الزيجة؟ ولكنها استبعدت ذلك الاحتمال سريعا لانه ان كان كذلك فلا يوجد ما يجبره عليها فهو رجل اعمال مرموق في سن تسمح له باتخاذ قراراته بنفسه بعقلانية. ولكن ظل الامل بداخلها من انها يمكنها ان تقنع هذا الرجل بالتخلي عن فكرة الزواج بها وبذلك سيأتي الرفض من ناحيته دون ان تغضب جدها. وقد عزمت الامر على ذلك.

غريبة في عالمكWhere stories live. Discover now