بوادر الغيرة

37.6K 878 30
                                    


في قاعة المسرح بالجامعة, قد اجتمع أعضاء أسرة" ملكة بأخلاقي" وقد كان عددهم يقرب العشرين طالبة. كانوا يعدون للمسرحية التي سيقومون بتأديتها في حفل الاستقبال للعام الدراسي الجديد. قامت سلمى بدور المخرج وكانت رغم مرحها و دعاباتها التي لا تنتهي الا انها تمتاز بالجدية والصرامة في وقت العمل, وبعد أن انتهت من توزيع الادوار بدأت تقول بصوت منهك: بسسسس كدة بقا مش فاضل غير دور البطل والبطة, وانا شايفة ان أحسن واحدة ممكن تقوم بدور البطلة هي حياة.

تفاجأت حياة من ذلك الاختيار الغير مستحب بالنسبة لها وبدأت بالاعتراض:انا؟! لالالا, شوفولكم حد غيري , انا منفعش.

أيدت هالة رأي سلمى وهي تقول محاولة اقناع حياة بالعدول عن رفضها: بالعكس يا حياة, انا مع سلمى في رأيها , وبصراحة الدور دة لايق عليكي جدا, دة غير انك ممثلة موهوبة فعلا, فاكرة أول سنة لما مثلتي في المسرحية اللي عملها فريق الجوالة؟ كنتي فعلا ممتازة بالرغم من ان الدور كان صغير.

قالت حياة في اصرار واضح على رأيها: لا يا جماعة. دة كان زمان, اما دلوقت فانا مش هقدر أقول كلمتين على بعضهم وانا ع ال stage.

وهنا استخدمت سلمى سلطتها وهي تقول بصرامة: مفيش حاجة اسمها زمان ودلوقت.دي موهبة عندك وبتفضل معاكي في أي وقت.وبصراحة بقا أنا مش شايفة أي حد غيرك ينفع للدور دة.

أشارت حياة فجأة ناحية مريم وهي تقول: مريم عندكم أهي. هي اللي تنفع.

أجابت مريم نافية بشكل قاطع: لا يا ستي, انا كفاية عليا الديكور . ومش هعرف أوفق بين الاتنين.

وهنا كانت الكلمة الأخيرة لسلمى التي قالت بحزم: يبقا خلاص يا حياة. انتي اللي هتقومي بدور البطلة, ومفيش كلام تاني.

حياة باستسلام: خلاص بقا أمري لله.

فتنهدت سلمى بارتياح, ثم قالت: ايوة كدة خلينا نفكر بقا في المشكلة الأساسية.

هالة: هي ايه المشكلة دي؟

سلمى: مين اللي هيبقا البطل؟

فقالت حياة بلهجة طفولية: مليش دعوة, انا عاوزة حسين فهمي.

فأشارت لها نورا بغيظ: ياختي اتلهي, دة انتي أخرك سليمان عيد وهنديله فلوس كمان عشان يرضى يقف قصادك.

فقالت مريم بجدية: اسكتوا بقا شوية يا بنات, احنا فعلا في مشكلة حقيقية. احنا ما نعرفش حد من الشباب بيعرف يمثل ويقبل يكون معانا.

وهنا نظرت سلمى الى نورا مؤنبة بتهكم: مش كان المفروض بردو يا عم نجيب محفوظ انك تتم جميلك معانا وتخلي المسرحية كلها بنات بدل الورطة اللي احنا فيها دي؟

فقالت نورا وهي تحاول ان تغيظ سلمى: عليا انا بردو الكلام دة, دة انا أقطع دراعي من لغاليغو ان ما كنتي عاوزة المسرحية كلها شباب.

غريبة في عالمكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن