رجل بكل الأمزجة

36.9K 863 16
                                    

"فشلت جميع محاولاتي

في أن أفسر موقفي

فشلت جميع محاولاتي

مازلت تتهمينني

كأني هوائي المزاج , ونرجسي

في جميع تصرفاتي

مازلت تعتبرينني

كقطار نصف الليل .. أنسى دائما

أسماء ركابي , ووجه زائراتي

فهواي غيب

والنساء لدي محض مصادفات

مازلت تعتقدين .. أن رسائلي

عمل روائي .. واشعاري

شريط مغامرات

وبأنني استعمل اجمل صاحباتي

جسراً إلى مجدي .. ومجد مؤلفاتي

مازلتي تحتجين أني لا احبك

كالنساء الأخريات"

******نزار قباني******

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

كان كالأسد الجريح يزرع مكتبه ذهابا وإيابا, حسنا فهو بالفعل يعترف بأنه قد أخطأ, ولكنه لم يفعل ذلك إلا لإغاظتها فقط, لمجرد أن يرى ماذا يكمن خلف هذا القناع الجليدي الذي ترتديه؟ ولكنه لم يتصور أن يفلت الزمام من يده بهذا الشكل, فلقد استطاعت أن تجرحه دون أن تدري, هي المرأة الوحيدة التي استطاع كلامها أن يغزو قلبه بتلك الطريقة العنيفة, فلقد تدرب كثيرا على غيرة النساء حتى اكتسب منها مناعة لا بأس بها, ولكن مع مريم كان الأمر مختلفا تماما, وقد حاول أن يعزي ذلك الأمر الى اتهامها المبطن له بالخيانة, ولكنه قرر يوسف ان يكون صريحا مع نفسه أكثر من ذلك, لذا لقد اعترف وان كان امام نفسه فقط بأن ما ازعجه هو علمه بأنها لم تهتم الا بكرامتها ووضعها الاجتماعي وكأنه لأول مرة في حياته يخسر نزالا مع امرأة , ولكنها لن تكون النهاية يا ابنة الكامل. فهي جولة واحدة من جولات عدة أعدك بأنني سأكون فيها الرابح بلا منازع.

سمع طرقات على الباب, أعادته الى الواقع, فجلس على كرسيه خلف المكتب وقد عقد العزم أن يولي كل اهتمامه لعمله: ادخل.

فدخلت السكرتيرة مي وتمسك بيدها ورقة لفتت انتباه يوسف, فرفع نظرة عينيه الى مي بتساؤال: فيه ايه يا مي؟

قدمت مي له الورقة وهي تقول: دة فاكس لحضرتك لسة واصل حالا من لبنان.

أخذ منها الفاكس. وقال لها: طب روحي انتي دلوقت يا مي واطلبيلي فنجان قهوة.

مي: امرك يا فندم.

وبعد ان خرجت السكرتيرة , القى نظرة الى الفاكس يقرأه, وما ان انتهى وضعه أمامه على المكتب وهو يقول محدثا نفسه: ياترى بتخطط لايه يا كمال؟

غريبة في عالمكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن