عودة الماضي

34.5K 817 25
                                    

دخل وليد مكتب أخية الذي كان يجلس على كرسيه يطالع بعض الاوراق, فلفت وليد انتباهه مازحا: مش محتاج أي مساعدة ولا قررت انك خلاص هتستغنى عن خدماتي؟

فهب يوسف واقفا مظهرا مدى سعادته برؤية أخيه الصغير وتقدم نحوه يدفعه الشوق والحنين فاتحا ذراعيه: وليد بيه, مش معقول؟! وحشتني يا غالي.

فبادله وليد العناق وقد كان بالفعل يشتاق الى حضن أخيه كثيرا ولكنه فضل العتاب بلهجة مرحة وهو يدفعه بعيدا عنه بلطف: يا عم اوعى كدة. دة انت حتى ما كلفتش خاطرك واتصلت تسأل عليا ولو مرة واحدة.

ظهرت الجدية على وجه يوسف ولكنها كانت مبطنة بروح الفكاهة: معلش بقا يا صاحبي أصلي خفت ع الرصيد وانت عارف بقا اخوك كارت مش خط.

وليد محذرا: يوسف! انت هتعملهم عليا ولا ايه؟ انا بتكلم بجد.

يوسف: اتصل بيك فين يابني؟ انت نسيت؟ انت عريس واكيد ما كنتش فاضي للكلام دة. دة غير مراتك اللي ممكن ساعتها تخليك تتبرى مني, الا قولي صحيح , هي عاملة ايه؟

ثم غمز له بنظرة خاصة وهو يدفعه بكتفه قليلا: وانت عامل ايه معاها؟

ورغم انه كان قد أعد بعض الردود الخاصة لتلك الاسئلة الا انه شعر ببعض التوتر في صوته وهو يجيب: الحمد لله, احنا بخير.

وبالطبع فهو يستطيع أن يخدع الجميع بابتسامته الكاذبة وسعادته الزائفة إلا شخصا واحدا وهو يوسف جلال الذي لم تنطلي عليه تلك الحيلة, ولكنه قرر ألا يتدخل في الأمر الا اذا طُلب منه ذلك. فألقى نظرة سريعة الى ساعة يده, واكتسى وجهه بالجدية وهو يقول بصوت أراده أن يكون صارما: طيب قولي بقا انت ايه اللي اخرك؟ ولا الجواز علمك الكسل؟

وليد وهو يمسك بيد أخيه ليجلسه بجواره: طب تعالى بس اقعد عشان انا عاوزة اكلمك في موضوع مهم.

يوسف وهو يجلس بجوار أخيه: دة انت مش جاي عشان الشغل بقا.

وليد: ما هو الموضوع اللي انا هكلمك فيه دة هو موضوع شغل بردو.

يوسف مازحا: شكلك كدة عاوز زيادة في المرتب طبعا بقا يا سيدي مانت بقيت رب اسرة. ع العموم اطمن انا عملت حساب الموضوع دة.

وليد جادا: لا يا يوسف, انا كنت عاوز أستقيل من الشغل.

يوسف مندهشا: تستقيل! ازاي يعني؟ طب ليه؟

وليد: مانا يا عم يوسف مش هفضل حابس نفسي في وظيفة ومرتب طول العمر.

يوسف: مانت اللي كنت عاوز كدة. مانا ياما عرضت عليك تمسك معايا الادارة وانت كنت دايما بترفض. ع العموم احنا لسة فيها, والشركة شركتك زي ما هي شركتي ودة حقك يابني.

وليد: يا يوسف انت فهمتني غلط. انا بفكر في حاجة تانية, بصراحة كدة انا عاوز افتح شركة لوحدي, وكنت جاي أخد رأيك في الموضوع.

غريبة في عالمكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن