عادة ما تتبدل الابتسامة بدمعة

36K 906 31
                                    

"أحيانا يغار الرجل على امرأة تحبه حتى لو لم يكن يحبها , وتغار المرأة على رجل يحبها حتى لو لم تكن تحبه"

مقولة قرأتها مريم ذات مرة وهي تتصفح الانترنت, ولكنها الأن وهي تجلس بجوار يوسف في سيارته وهما في الطريق الى المطار لاستقبال جدها تتساءل ما اذا كانت تلك المقولة تنطبق على حالتها الآن .فهي وان كانت على حسب زعمها لم تقع في حب زوجها الا انها قد شعرت بالغيرة حين رأته في ذلك الوضع مع تلك الفاتنة السمراء.

: ما تقلقيش يا مريم, جدك بخير وان شاء الله هيبقا أحسن.

انتبهت مريم من شرودها على كلام يوسف, وقد شعرت بالارتياح حين ظن ان صمتها ذلك يعود الى مجرد تفكيرها في جدها وقلقها على حالته, فقالت وهي تتجنب النظر اليه: ان شاء الله.

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

توقفت سيارة وليد جلال أمام محل المجوهرات الذي نصحه يوسف بالذهاب إليه لشراء الشبكة بما انه خبير بتلك الأمور فخاتم أو أسورة من احدى المعادن والأحجار الكريمة هي أقل هدية من الممكن أن يقدمها رجل كيوسف جلال لاحدى صديقاته.خرج وليد من السيارة وبصحبته حياة و والديها ودخلوا المحل فاستقبلهم صاحب المحل وأخذ يعرض عليهم ما تطلبه مها, أما حياة فكانت توافق على كل ما تختاره والدتها بصمت ودون أن تبدي برغبة حقيقية في مشاركتها الاختيار وهي تشعر بنظرات وليد مسلطة عليها ولا تعلم كيف يمكن أن تتجنبها؟

وبعد أن انتهت مها من عملها بدأ الصائغ في وزن ما انتقته وأبلغهم بالثمن فسأله وليد: انتو بتقبلوا credit card؟

فاعتذر منه صاحب المحل بتهذيب: للأسف يا فندم احنا مش بنقبل credit غير من زباين المحل منعا لأي مشاكل.

وليد بضيق: أنا وليد جلال أخو يوسف جلال سليم.

كان لذكر اسم يوسف وقع السحر على اذن صاحب المحل حيث بدأ يقدم أسفه واعتذاراته: أهلا وسهلا يا وليد بيه, انا اسف جدا لاني ما عرفتش حضرتك من الاول. فعلا يوسف بيه بلغني بزيارة حضرتك النهاردة الصبح. شوف حضرتك الطريقة اللي تحب تدفع بيها ايه؟ او خلي الحساب علينا خالص.

وليد: متشكر.

وأخرج وليد بطاقة الائتمان خاصته وأعطاها للصائغ, وبعد انتهاء اجراءات الدفع, سلمه الرجل الشبكة مع كلمات التهاني المعهودة في تلك المناسبات.

وفور خروجهم وحين عادوا الى السيارة قدم العلبة القطيفة لحياة وهو يقول لها بلهجة متهكمة: مبروك يا عروسة.

وعندما رأى علامات التردد على وجهها ونظرات الحذر في عينيها سألها: ايه؟ مش عاوزة تاخدي شبكتك.

وهنا تدخلت مها بابتسامة واسعة وهي تأخذ العلبة من يد وليد: ودة اسمه كلام يا وليد يابني؟ هي بس أكيد مكسوفة حبتين. مبروك عليكم.

غريبة في عالمكDove le storie prendono vita. Scoprilo ora