عشيقة أخرى

36.6K 843 31
                                    

زارت علياء مكتب يوسف في شركته, وقالت له وهي تجلس على الكرسي امام المكتب وقد بدت على وجهها تعبيرات القلق والاهتمام الحقيقي وهي تقول: ولا يهمك يا يوسف, انت لما اتصلت بيا واعتذرتلي وقولت انك مش هتيجي الحفلة, حسيت ان صوتك متغير وكأنك زعلان, عشان كدة جيت اطمن عليك, وشكلي كدة اللي حسبته لقيته, مالك يا يوسف؟

فقال يوسف بابتسامة بسيطة محاولا بها اخفاء الحزن الذي يعتمر قلبه: مفيش يا علياء, كل الحكاية ان عندي شغل كتير اليومين دول مخليني متوتر شوية.

وبالطبع لم تصدق علياء ما يقول فشككت في كلامه وهي ترمقه بنظرات متفحصة: شغل ايه يا يوسف اللي يعمل فيك كدة؟ انت مش شايف انت اتغيرت ازاي؟ مش انت خالص يوسف اللي كان معايا من يومين والسعادة بتطل من عينيه.

ثم امالت نحوه قليلا واستطردت: هو فيه حاجة حصلت بينك وبين مراتك؟ زعلتوا مع بعض يعني؟

يوسف: انتي ليه بتقولي كدة؟

علياء: لان بخبرتي بالناس عموما وبيك انت شخصيا اقدر اقول ان السبب اللي كان مخليك فرحان من يومين هو نفس السبب اللي مزعلك دلوقت.

ارتسمت على شفتي يوسف ابتسامة مندهشة من فطنة صديقته.

علياء: افهم من ابتسامتك دي ان انا كلامي مظبوط, وان فعلا فيه مشكلة بينك وبين مراتك, شوف يا يوسف انا مش عاوزة اتدخل في حياتك الشخصية, بس في نفس الوقت مش مستحملة اشوفك كدة وافضل ساكتة, يا يوسف انا ست واقدر افهم مريم ومشاعرها اكتر منك, فممكن تقولي ايه اللي حصل؟ ومين عارف؟ مش جايز تلاقي عندي الحل؟

خدعه كلامها الذي لا يستطيع ان يشك أحد في صدقه, وبما انه بالفعل كان في حاجة للتحدث الى شخص ما اي كانت هويته, لذا فقد أخبرها بما حدث بينه وبين مريم, وبعد ان انتهى رأى ابتسامة تعلو وجهها وسمعها تقول وفي صوتها نبرة سخرية: معقول! انت بتغير يا يوسف؟

يوسف: وليه لا؟ هي مش مراتي بردو ومن حقي اني اغير عليها؟

علياء: اه طبعا من حقك, بس مش يوسف جلال يعني هو اللي يدخل في منافسة مع حد.

فقال يوسف ثائرا: منافسة ايه يا علياء؟ ومين دة اللي ممكن ينافسني؟ كل الموضوع اني متضايق شوية لانها دايما بتحب تخالف اوامري.

علياء: مانت لازم كمان تراعي انها مش واخدة ع الكلام دة, ومش لازم يكون كلامك ليها على طول كله اوامر, جرى ايه يا يوسف؟ هو انا بردو اللي هقولك تعامل مراتك ازاي؟

يوسف: مش عارف يا علياء, هي دايما بتستفذني وبتخليني اخرج عن شعوري.

علياء: لا يا يوسف, دة انت لازم تبقا اهدى من كدة معاها, ما تنساش انها لسة صغيرة واكيد مندفعة شوية, ودورك انت بقا تمتص غضبها واندفاعها دة بالمسايسة يا يوسف.

غريبة في عالمكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن