رصاصة في الصدر

37.1K 814 45
                                    

في حفل الافتتاح الذي اقيم بفيللا عبدالرءوف الكامل والذي أشرف على إعداده كل من ماهر ومريم, وكما أخبر ماهر علياء وعماد فهو بالفعل الذي تولى بدعوة الضيوف لأن علاقاته الاجتماعية كثيرة ومتشعبه بحكم عمله مع عبدالرءوف الكامل من جهة ومع والده من جهة أخرى, وقد كان الحفل شبه مكتمل وقام ماهر بتقديم مريم إلى العديد من سيدات الأعمال وكذلك زوجات رجال الأعمال الكثيرين, كانت مريم تبدو سعيدة بذلك التغيير الذي طرأ على حياتها والذي بدأ ينسيها إلى حد كبير بعض همومها.

أما خارج الفيللا فنجد علياء تجلس في سيارتها التي قد ركنتها أمام الفيللا منذ ما يقرب من ربع الساعة ولكنها لم تبد أي استعدادا لمغادرتها حتى أنها لم تطفىء محركها وكأنها تنتظر شيئا ما, إلى أن جاءت اللحظة التي تنتظرها حيث تراءت لها في مرآة السيارة الخلفية سيارة يوسف القادمة نحوها وقد اختارت ذلك الوقت بالذات لتطفىء المحرك وتخرج من السيارة بكل ثقة وهدوء وكان يوسف قد أوقف سيارته بالقرب منها, ثم ترجل منها وحياها بابتسامته الساحرة, فأبدت علياء بعض الدهشة لرؤيته وسألته: معقول يا يوسف انت لسة جاي؟ دة انا افتكرت انك جوة مع مراتك من بداية الحفلة.

يوسف: لا يا ستي, انتي النهاردة ممكن تعتبريني ضيف عادي زيي زيك بالظبط.

علياء وقد رسمت على وجهها علامات الحيرة وعدم استيعاب ما يقول: ازاي دة؟

يوسف وهو يتجنب الدخول في تفاصيل: يعني, اصل حصل بين وبين مريم تاتش كدة فخلاها تسيب البيت وتيجي تقعد عند جدها.

علياء: بقا عشان كدة هي عملت الحفلة هنا؟ انا بردو استغربت لما الدعوة جاتلي ومكتوب عليها فيللا عبدالرءوف الكامل, طيب تحب اتدخل؟

يوسف شاكرا اياها بلطف: لا بلاش. المهم هو فين يوسف خطيبك؟

علياء متصنعة الحزن: ما رضيش ييجي يا سيدي وعمل فيها زعلان علشان يعني الدعوة كانت موجهالي انا مش ليه هو. وانا كمان ما كنتش هاجي بس قولت انك ممكن تزعل ما كنتش أعرف ان العلاقة بينك وبين مراتك وصلت للدرجادي.

ثم أكملت بدلال وهي تميل نحوه: تسمحلي بقا ندخل مع بعض وانا ايدي في دراعك. اصل بصراحة مش عاوزة ادخل لوحدي.

فقدم لها يوسف ذراعه وهو يقول مبتسما: يا سلام! وانا أطول؟ دة يبقا شرف ليا.

ثم وضعت علياء يدها في ذراعه ليبدو لكل من يراهما كالعاشقين وهذا بالضبط ما كانت تريده علياء عندما أعربت عن طلبها.

وبالفعل دخلا سويا الفيللا حيث كان الحفل في الداخل بالطابق الأرضي, وكانت مريم تجول بين ضيوفها لتلبية طلبات ضيوفها والرد على أسئلتهم حين وقع نظرها على باب الفيللا لتراها متأبطة ذراعه بتملك ونظرات الرضا بادية على وجهه, اذن لم يعد يخامرها الشك في حجم العلاقة التي تربطهما والتي لم تنقطع حتى بزواجه من مريم تلك الزوجة المغفلة التي كانت في يوم ما تمني النفس بحياة سعيدة ستعيشها معه وإلى الأبد وهي لم يخطر ببالها أن موافقته على الزواج منها لم يكن الا لتيقنه بأن مصلحته هي التي كانت وراء ذلك الزواج الذي لم يدم لأكثر من ثلاثة شهور وها هو الأن يعود لماضيه مرة أخرى, ومن يعلم ما ينويه الآن؟ فهل يرغب في أن يتزوجها؟ أم أنه قد تزوجها بالفعل؟ فدخوله معها في ذلك الوضع الحميمي في حفلة هي التي أقامتها لا يفسر الا بتلك الطريقة, حسنا فلقد اختار طريقه وعليها هي أيضا أن تختار طريقها بعيدا عنه.

غريبة في عالمكWhere stories live. Discover now