كان يوسف يجلس على الأريكة في قاعة الاستقبال بفيلته وبجواره زوجته مريم وبصحبتهما عمته هادية وابنتها, فقال يوسف بلهجة ودودة: ودي محتاجة سؤال بردو يا عمتي؟ أكيد يعني هدى تقدر تشرفنا في أي وقت ولحد ماهي ما تحب.
هادية : والله يا ولدي أنا ما كنت هوافج أبدا على اكدة لولا الظروف.
يوسف معاتبا برقة: ليه بس يا عمتي؟ وهي هتقعد عند حد غريب؟ مانا بردو في الاول وفي الاخر ابن خالها وهدى طول عمرها زي أختي الصغيرة, ولا ايه؟
ثم نظر الى هدى وسألها بابتسامة ودودة: قوليلي بقا يا هدى انتي قبلتي في كلية ايه؟
هدى باندفاع وهي تقول بشيء من الغرور: قبلت في الكلية اللي انا اخترتها. كلية إعلام.
مريم باندهاش قليل: واشمعنى يعني اعلام؟
هدى بنظرة تحدي: وليه يعني مش اعلام؟ ولا اللي دخلوا اعلام يعني يبقوا احسن مننا؟
فهمت مريم الام تشير تلك الفتاة فتداركت الأمر سريعا وهي تقول بابتسامة دافئة محاولة امتصاص غضبها: لا طبعا يا حبيبتي, دة انا حتى متوقعالك من دلوقت انك هتبقي اعلامية شاطرة وزي القمر.
فردت هدى على ابتسامتها بابتسامة باردة وتقول بلهجة مقتطبة: متشكرة.
وهنا قال يوسف محاولا تلطيف الجو قليلا محدثا زوجته: طب لو سمحتي يا مريم, قولي لام ابراهيم تجهزلنا العشا.
احتجت هادية برفق وهي تتثاءب: يجعل بيتك عمران بكل خير يا ولدي, بس انا مليش نفس واصل وكمان مجدراش أجعد اكتر من اكدة, عن اذنكم بجا انا رايحة انعس في اوضتي عشان اجدر اجوم الصبح بكير وأعاود على البلد.
وبالفعل نهضت هادية لتتوجه الى حجرتها وكذلك فعلت ابنتها, فقال يوسف وهو يقترب منها: بس معقول هتمشي بسرعة كدة؟ طب ما تخليكي قاعدة معانا يومين او تلاتة كمان.
هادية: مانت خابر يا ولدي اني ما برتاحش غير في بيتي.
يوسف موافقا: خلاص اللي تشوفيه.
هادية وهي تضع يدها على كتفه في حنان: مش هوصيك عاد على بت عمتك. دي امانة في رجبتك يا ولدي.
يوسف مطمئنا:ما تخافيش يا عمتي, هدى في عينيا الاتنين.
هادية: تسلم عيونك يا ولدي. ياللا تصبحوا على خير بجا.
مريم ويوسف: وانتي من اهل الخير.
وصعدت هادية الدرج وبرفقتها ابنتها هدى, ثم نظر يوسف الى زوجته التي جلست مكانها مرة أخرى, فقال لها باقتطاب: طيب انا هدخل المكتب عشان عندي شغل لازم اخلصه.
مريم: اوك, طيب تحب أعملك حاجة تشربها؟
يوسف: ياريت فنجان قهوة.
أنت تقرأ
غريبة في عالمك
Romanceمريم حمدي ويوسف جلال هما قطبي المغناطيس المتنافران سواء في النشأة أو السن أو حتى طريقة التفكير تجبرهما الظروف إلى العيش معا تحت سقف واحد، فماذا ستفعل مريم تلك الفتاة النصف أجنبية مع يوسف ذلك الشاب الشرقي حتى النخاع عندما يفرض سيطرته عليها وكذلك عادت...