ملاك أم شيطان

36.7K 909 19
                                    

فاقترب منها يوسف بخطى ثابتة وهو يقول: متشكرة على ايه؟ انتي خلاص بقيتي مراتي. وحمايتك بقت مسئوليتي. ومفيش حد في الدنيا دي كلها هيقدر يمس شعرة منك طالما انا لسة على قيد الحياة.

لم تستطع مريم الرد بل اكتفت بالنظر ناحية الأرض أما يوسف فقد وقف لحظات يتأمل مريم بملامحها الطفولية الجميلة والتي تمتاز بالبراءة جعلته يشك في أن مثل هذه الشابة قد قضت ولو يوم واحد في بلاد الغرب. ودون أن يشعر وجد نفسه يقترب منها أكثر حتى لم يعد يفصلهما سوى سنتيمترات قليلة, ثم رفع يده ليلمس خدها الناعم,فأجفلت مريم للمسته وجعلها ذلك تتراجع الى الخلف ينتابها بعض الخوف و التوتر,بدا على يوسف وكأنه متفهما لردة فعلها في البداية ولكن عندما تكرر الموقف جعله ذلك يشك في الأمر, فسألها: فيه ايه يا مريم؟ مالك؟

فسألته مريم بخوف: مالي؟

يوسف موضحا: يعني شايف اني كل ما بقرب منك بتبعدي.

تحولت نبرة مريم من الخوف الى العداء ووجهت نظراتها الى عيني يوسف مباشرة: وانت تقربلي ليه؟ وبصفتك ايه أصلا؟

فاجأه السؤال, ولكن ليس يوسف جلال هو من يقبل أن تشعر أي امرأة بعجزه أو بأنها قد تغلبت عليه فأجابه بثبات وبعيون جامدة: بصفتي اني بقيت جوزك والمفروض ان دي ليلة دخلتنا.

مريم: دة عشم ابليس بالجنة زي ما بتقولوا عندكم.

يوسف مستوضحا: قصدك ايه؟

مريم: يعني انت عمرك ما هتكون جوزي ولا انا عمري هبقا ليك.

بدا يوسف وكأنه قد تلقى منها صفعة قوية, فلم يستطع هذه المرة أن يتمالك أعصابه او ان يتجاهل نوبة الغضب الشديدة التي قد اجتاحته فجذبها بشدة من ذراعها وكادت أن تلتصق به وهي تصرخ من الألم, ثم قال لها وهو يجز على أسنانه: انتي فاهمة كويس معنى كلامك دة ايه؟ اوعي تكوني فاكرة ان حركة الشهامة اللي عملتها معاكي من نص ساعة هتخليني اتساهل معاكي.

لم ترد مريم أن تظهر لها الخوف الذي شعرت به فقالت له متحدية: اوعى انت اللي تكون فاكر ان عشان خاطر اللي عملته معايا اني هخضعلك وهسلملك نفسي بسهولة.

فهزها يوسف بعنف وهو يقول: انتي بتقولي ايه؟ انتي مراتي. فاهمة يعني ايه مراتي؟!

مريم وهي تتجاهل آلامها: انت اللي اظاهر عليك نسيت اني اصلا اتجوزتك غصب عني. والجواز اللي بالاكراه زي جوازنا دة كأن لم يكن.

يوسف صائحا بغضب: والمأذون؟ والشهود؟ وعقد الجواز؟

مريم: باطل. طالما كان غصب عني.

يوسف: مريم! انتي كنتي تقدري تقولي لا.

مريم: انت كنت عارف اني ما كنتش اقدر. لأن حياة جدي تقريبا كانت متوقفة على موافقتي.

فقال يوسف والشرر يتطاير من عينيه وهو ينظر اليها: انا كل اللي أعرفه دلوقت انك مراتي. وان ليا حقوق عليكي .

غريبة في عالمكWhere stories live. Discover now