Ch.3

2.3K 207 20
                                    

تم_التعديل.
_______________

و أما في مكان أخر ... حيث الجبال العالية و المخيفة و الغابات المظلمة ، يهبط طَيْرُ ضخم بأجنحته السوداء بجانب مجموعة من الصخور .. " مرحباً برومتئوس أو من الأفضل أن أناديك بإسمك البشري القذر 'هارولد' " قالها بسخريه من خلف منقارهُ، عيناه كان يحمل الشر و الحقد .. كان يحمل ظلام العالم بأكمله ، أبتسم هارولد بلطف " جيد .. جيد جدا و أتعلم ماذا ؟ رأيت حلماً جميلاً في الأمس " تقدم الطير من الرجل قليلا ...

- أحقاً! وماذا رأيت ؟
- حلمت بالحرية .. حلمت بأنني حر

غضب الطير  " مستحيل ايها السارق القذر ، هذة مستحيل أنت سرقت النار من زيوس و الآلهات و قمت بإعطائه إلي البشر ، زيوس لن يسامحك أبدا علي هذة و انا لن أدعك تهرب مني " أخذ نفساً ليكمل " أنت تستحق الموت هارولد ، الموت " ضحك هارولد بسخرية " ولكن أنا أتحمل ماهو أسوأ من الموت أليس كذلك هيكتور ! أنت كل يوم عند طلوع الشمس تقوم بدرع  ما بداخل جسدي بواسطة منقارك ، و عند غروب الشمس استيقظ لأري لا أثر لدماء او جروح علي جسدي و ذلك لأتحمل العذاب نفسها في الصباح مرة أخري .. أليس هذة العقاب أبشع من الموت ؟"

- ولا تنكر بأنك تستحقها .. حسنا يكفي تراهات دعني أقوم بعملي معك .. إستعد للألم

قالها بإبتسامه خبيثة ليتقدم نحوه و لكن ما لم يكن يعلمه بأن هذة اليوم لن يسير الأمور كما هو في العادة ... تقدم بخطواته أكثر نحو هارولد الذي كان يحيط أطراف يداه و أقدامه السلاسل الحديدية  ، ولكن بحركة سريعة تحرر يديهِ و أمسك بعنق هيكتور " أسف لأنني كذبت عليك أيها البشع ، أنا لم أحلم بالحرية بل أنا تحررت بالفعل ، في الحقيقة مازال لدي بعض الأصدقاء الذي يعتقدون بأنني تحملت بما فيه الكفاية من العذاب و حان وقت الحرية " قالها هارولد و دفع الطير علي الأرض " طوال العشر سنوات الماضية كنت أتألم و أصرخ من شدة العذاب ، و حان وقتك أنت لكي تتحمل بدلا عني " و اشتد قبضته حول عنقه اكثر ، ماهي الا ثواني حتي فقد هيكتور الوعي .. دفع هارولد الطير الضخم جانبا و سار قليلا حول المكان ، قدمه ترتجف كالطفل الذي لأول مرة يتعلم السيرعلي الأقدام ... خرج من عيناه دمعه ، دمعه الفرح و الحرية إنه الان حر و لكن زيوس بالتأكيد سيعلم بالأمر و لن يدعهُ يرحل بهذة البساطة .

أخذ نفسا عميقا و مسح دموعه ليستمتع بجمال المنظر ... كان يحيط حوله غابة كبيرة و أصوات العصافير التي لا تتوقف للحظة ، و السماء الزرقاء اللون الخالي من السحب ، سار نحو نهاية الغابة حتي وقع عيناه علي بحيرة كبيرة ، دخل أقدامه إلي الماء ليستمتع ببروده و إستمتع بنسمات الهواء الذي كان يداعب خصلات شعره الطويلة ، أغلق عيناه بإرتياح و تنفس بهدوء ،، كان تجربة هذة الشعور بالنسبه إليه كالحلم المستحيل ، سمع صوت خطوات من خلفه شهق بصوت عالي خوفا من أن يكون هيكتور... نظر إلي الخلف ليرىٰ إنه ... زيوس .

- صباح جميل أليس كذلك! ... بالمناسبة هل كنت تنوي الهروب إبن عمي العزيز برومتئوس ؟

قالها و هو يخلع جناحيه و يجلس علي الأرض .

- لا .. لا أنا، أنا فقط كنت أتمشي .
- حقاً ! ااه أنا أكره السير علي الأقدام في الحقيقة أفضل التنقل بواسطة الأجنحة إنه مريح جدا .

خرج هارولد من الماء و جلس بجانب زيوس " كيف علمت بأنني هربت ؟" ضحك زيوس بسخريه و استلقي علي الأرض " اوه أيها السخيف الأبله أنت حقاً مضحك .. أنا إمبراطور اليونان بأكمله ، تتكلم وكأنك لا تعلم بأنني أملك قوة خارقة ، بمجرد وضع قدماك علي الأرض علمت بهروبك و أتيت فورا .

- زيوس... أنا سئمت من الأمر ارجوك دعني أعود إلي حياتي السابقة ارجوك ، أنا تحملت بما يكفي من العذاب .

- البشر سيحطموننا .. سيحرقون الغابات قريبا و سيملئ هذة السماء الجميل السواد و الغبار ، لن يكون أثرا للبحيرات أو الكائنات الحية ... و كل هذة بسببك نحن سنتحمل كل تلك العذاب بسبب سرقتك الغبية تلك ، و تقول لي تحملت بما يكفي ؟

الان صوت زيوس أشبه بالصراخ ، " زيوس أنا س..." قاطعه زيوس بصراخة الذي أنتشر في كل الغابة " كف عن مناداتي بزيوس .. زين ، فقط زين .. " عقد هارولد حاجباه و سأل " و لكنك لم تكن تحب إسم ' زين ' !"

- والآن أحبه ما المشكلة .. و هيرا أيضاً تحب هذة الاسم ، او أتعلم ماذا أنسىٰ كلامي هيرا فقط من لديها الحق بمناداتي بذلك الاسم .

- اه زوجتك العزيزة .

قالها ببعض من السخرية " أتعلم .. خطر ببالي مغانرة مشوقة !" قالها زيوس وعلي شفتاه ابتسامه لا يبشر بالخير " أفكر بإعطائك فرصة ، عليك أن تبحث عن بطل بشري الذي لا يخشي الموت حتي ، بما أن أنك فضلت البشر علي آلالهات و علي بالذات .. يجب أن تثبت لي بأنهم يستحقون ما أعطيته لهم  "

- أنا لا أفهم !

" الأمر لا يتطلب منك ذكاء ايها الابلة .. أبحث لي عن بشري لا يخشي شيئا و يستطيع هزيمة أي كائن و بالطبع من دون أي سلاح أو سحر "

تكلم هارولد بتردد " و ماذا عن هيكتور ؟ هل سيلاحقني ! " حك زيوس مؤخرة عنقه و قال " انا لا استطيع إيقافه من عدم ملاحقتك .. وايضاً رؤيتكم و أنتم تلاحقون البعض كالقط و الفار ممتع جدا ،، كما تعلم الحياة في أعلي جبال ألب ممل جدا لذا سأستمتع قليلا بلعبتكم الصغيرة هذة " .

اومئ برومتئوس و نهض من الارض ليقف بجانب زيوس " احتاج إلي جناحك ، يجب أن أهرب قبل أن يستيقظ هيكتور من غيبوبته "

- حسنا ... ولكن توقف لحظة !

قالها زيوس وخرج من جيبه حلقة ذهبية ، قام بإدخاله إلي أصبع هارولد السبابه " هكذا لا تستطيع الهروب " و أبتسم بجانبية ، حرك برومتئوس الحلقة ولكن لم يخرج " هارولد، حتي إذا حاولت لقرن كامل لن تستطيع إخلاعة "

- حسنا زيوس ، اذا انا سأذهب .

- إلي أين سوف تذهب ؟

- لا أعلم ربما لن أتخبئ في هذة العالم !
قالها و ثبت الأجنحة علي ظهره و اختفي في السماء .

" اه حسنا زيوس و الان يجب عليك العودة سيراً .. تبا أنا أكره هذة " قالها زيوس بهمس لنفسه .

The Fire Thief || سارق شعلة النار Where stories live. Discover now