هوليوود تشبهنا

ليلة سقوط جوثام 2

التزم المواطنين بحظر التجوال المفروض ، وظلت جوثام فى صمت طوال يوم كامل ، ولا وجود للحياة فى شوارعها سوى لدوريات سيارات الشرطة المتتالية ، الأجساد فى اقفاصها ترتعش وضربات قلب لمدينة كاملة تدب بالخوف والرعب .. فهناك وطواط ثائر ، مخلوق وحشي فأشرس مجرمي المدينة تبتل سراويلهم فقط برؤيته ، كان من المفترض للوطواط أن يحارب الجريمة ويحد من النشاطات الاجرامية فى الشوارع ، هذا ماكان يتوقعه منه اصدقائه فى قسم الشرطة وعلى رأسهم المحقق ( داميان وال ) صديق الوطواط ومصدره الموثوق لتتبع أخبار الخارجين عن القانون .

صباح اليوم قدم المحقق وال استقالته ، وأعلن على الملأ عن تعاونه مع الوطواط طوال عامين . فسحبت منه شارته وتم وضعه فى قفص لتقديمه الى العدالة بجانب صديقه الوطواط عند الامساك به .

الآن اصبح لديهم محقق خائن ، ورجل خارج عن القانون فى زي وطواط ، وكذلك حالات اختطاف غامضة لبعض رجال الشرطة وعائلاتهم فى المدينة . وهكذا كانوا حيث نريد منهم أن يكونوا مشتتين فى انتظار هجوم من وطواط لم يعد له وجود . تقدم أحد رجالي ، وعينه فى الارض اسمه تشارلي حاملا هذا الخبر ..

_ الوطواط لديه صديق فى قسم الشرطة كان يمده بالمعلومات ، محقق اسمه داميان وال ، اعترف اليوم بخطيئته امام قادته وسيتم تقديمه للقضاء .

_ صديق واحد ؟

_ نعم سيدي واحد فقط هو من تقدم للاعتراف ، ولا نعلم ان كان هناك المزيد .

_ اممم .. حسناً ورقة أخرى اضيفت الى اللعبة ، ستذهب انت الآن ، وتعد الارملة السوداء للرحلة .

فأجاب وهو لا يزال ناظرا الى الارض

_ فى الحال سيدي .

( الارملة السوداء ) هكذا اصبحت ادعو سيارة الوطواط او دبابته ان حق القول ، بعد ان فقدت فارسها الأسود ، وانتهى بها الأمر بين ايدينا هي وخمسة من اخواتها .. كان مقدر لتلك الدبابات ان تسلم الآن الى جيش الولايات المتحدة الامريكية ، وكان من المفترض لها ان تظل فى خط انتاج هائل يستمر لثلاثة اعوام كاملة .. هذا قبل ان ترفضها وزارة الدفاع قائلة ان جيش الولايات المتحدة الامريكية قد صرف النظر عن معدات مؤسسة واين العسكرية ، والتى قد تم التعاقد عليها مؤخراً بسبب تكلفتها الباهظة ، وقد قيل انها لن تجدي نفعاً فى حروب الجيوش النظامية .

ناديت تشارلي واستقلينا الارملة السوداء وخرجنا بها الى شوارع جوثام .. القينا القذائف على جانبي الطريق ، اسقطنا اشارات المرور ، احدثنا خراب هائل ، وانفجارات فى كل مكان مررنا عليه .. جذبنا الانظار فانضمت مروحية شرطية الى الحفل ، وتتبعتنا لعدة دقائق .

وجاء على لسان تشارلي فى تلك الحظة :

_ انا جاهز سيدي .

_ جاهز .. لتفعل ماذا تشارلي .

_ المروحية سيدي .

_ لا ليس الآن ، ستسقطها لكن عندما يكتمل الحفل .

وبالطبع شئ كهذا كان يحتوي على قذائف مضادة للمروحيات .. وهي حتى الآن مصدر تفوقنا ، وقرار رفضها يكشف لنا غباء تلك الأمة التى نواجهها .. فلو كنت احكمها لوضعت اضخم يافطة فى العالم على حدودها بعنوان ( موطن الاغبياء ) بأحرف ضخمة وغاية فى الكبر أو كنت ببساطة تخلصت من الاغبياء داخلها .

نشر طاقم المروحية الاحداثيات ، واماكن تواجدنا ، وجلبوا لنا كل سيارة ، وكل شرطي متواجد لديهم ، قاد تشارلي بجنون حسب ما اخبرته ، استمتعنا بمطاردة من تتبعنا منهم ، ودمرنا بالدبابة كل من حاول ايقافها والتصدى لها ، وصلنا الى حديقة واين النباتية فأشار تشارلي بهزة من رأسه :

_ ها هو المكان .

_ نعم هاهو المكان اتعلم تشارلي تلك الحديقة تقع تماما فى منتصف المدينة ..هنا حيث يجب ان نحرقهم ، وندفنهم جميعاً .

_ ولماذا هنا .. لماذا ذلك المكان .. هل لأنه ملك لعائلة واين ؟

_ لا ليس لأنه يعود لواين تشارلي فهذا حال اكثر من نصف المدينة ، بل سنحرقهم فى هذا المكان لأن التغيير دائما يحدث من القلب .. يحدث من الداخل ، كما انها اقرب نقطة لدوريات الشرطة ، وهذا يعجل من وصولهم .. فكما يقال كل البيض الفاسد فى سلة واحدة .

*****