ليلة سقوط جوثام 5

219 16 4
                                    




خطتنا وحركتنا الصغيرة للأستيلاء على جوثام ماكانت لتملك الجرأة ، وما كنت أنا لأجد رجال واثقون بما فيه الكفاية من اسقاط قسم الشرطة وتدمير الوطواط الا بوجود أمل واثبات واحد وهو ان النظام الأمني فى جوثام هش وضعيف ، وغير قادر على حماية مواطنيه الى الدرجة التى جعلته يخضع لرجل واحد ، وذلك الرجل المميز والفريد من نوعه هو ( جوكر ) ... قبل مجئ الجوكر كانت جوثام الفاسدة على وشك أن تشهد انقراض للعصابات المسلحة والاجرامية ، وكل ما كان يدور فى العامة كانت تساؤلات وتكهنات عن ماهية ذلك المخلوق ، وذلك الثائر الغير خاضع لرقابة ، والغير مكلف بمحاربة الجريمة ( الوطواط ) ... كانت الصحف تنشر وتتناقل صورا لمجرمين معلقين عراة فى الشوارع ، وبين سطورها اعترافات الخوف وهلوثات الرعب لأولائك المجرمين ، وأغلبية من واجه الوطواط منهم انتهى بهم الأمر بخبط رؤوسهم فى جدران المصح العقلي ( أركهام ) .

مجرمين دهاة وأذكياء .. ثعالب يقظة تحدت النظام ، وقيادات حذرة لها نفوذ سياسي واجتماعي ومكانات مرموقة فى المدينة ، هذا ماكان لهم اما الآن فما باتوا يعرفون معنى العقلانية .. عقول خاوية لا تملك النفوذ والمكانة للسيطرة على حجرة واحدة داخل مصح عقلي . أما بعد قدوم الجوكر تغيرت الآية .. اختل للميزان كفتيه وانقلبت موازينه ... وماعاد للقدير قدره .

الجوكر هو وغد مجنون ، خبير متفجرات ، عبقري ، مجهول الهوية ، مزيج من الصفات الفوضوية فى جسد فوضوي ... عقل جامح يمتلك القدرة على ترويض صفوف وصفوف من المجرمين والقتلة ليجعلهم بكل سهولة خاضعون لقوته وسلطته الجنونية ... قدم الجوكر وقد بدى لوهلة ، وللمرة الأولى ان فارس جوثام الأسود ( الوطواط ) غير قادر على حمايتها ، وغير كفوء لكبح جنون الجوكر والتصدي له .. أراد الجوكر أن يحتفظ بجوثام لنفسه ، وبتدمير الوطواط تتحقق الغاية وتتحقق معها أحلامه ، أراد عرش من أصابع الديناميت يوضع له فى وسط المدينة لكي يعطي الأمر بممارسة الفوضى والتدمير ، أراد الجنون وسفك الدماء والهرج أن يسيطروا ، وأن يحكموا .. أرادهم أسلوب حياة ، لألا يكون هو الوحيد المنبوذ والمستبعد كجرثومة فى المختبر .. لكن مع عناد وصمود الوطواط حال الأمر دون تحقيق الجوكر لرغباته ، وعندما أُحيل للمحاكمة رأى القضاه جنونه الكامل ، فتم زجه فى مصح أركهام ، ولا يزال هناك حتى اليوم .

...

بعد ساعة كاملة من القيادة الحذرة للأرملة السوداء توقفت أخيرا فى المكان .. انه المكان المعزول والمستبعد تماما كساكنيه .. يقع فى الوسط مابين جوثام القديمة وجوثام الجديدة من حيث انا اتيت .

انه المصح المشؤوم أركهام ... وضعت قدما خارج الدبابة وتتابعت خطواتي حتى اهتدت ساقاي الى الوقوف على بعد امتار من باب المصح .. بدى المكان خاليا فقررت الدخول .. لمبات الاضاءة فى أعلى السقف تخفت وتومض فى تراقص ، أوراق كثيرة ملقاه على الأرض ، وشاشة كمبيوتر محطمة ومسنودة جنب الحائط ، وكذلك فردة حذاء كعب عالي حمراء فى آخر الطرقة ، قطرات دماء على كل حائط وفى كل ركن امامي ، ورجل أمن أسود ضخم البنية يلتقط آخر انفاسه وعلى وشك الموت ، وكأن معركة طروادة الثانية وقعت فى المصح ، وما بدى أنه فوضوي وغير عقلاني ماهو الا بصمة سلوكية وعادة لطبع الجوكر .. الآن تأكد لى وجوده استطيع الشعور بنظرات قوية تراقب كل خطوة وحركة أحدثها ،

_ حسناً .. اظهر نفسك ، أنا صديق ، لا تقلق فلم يعد هناك وجود للوطواط .

صدر صوت من آخر الطرقة :

_ اذا انت الارهابي المزعوم ؟ .. ماذا تريد من رجل مثلي .

_ صدقني لا حاجة لى الا برجل مثلك .. فكرت اننا نستطيع الاستفادة بخبراتك !!

اطلق ضحكة تردد صداها فى كامل الطرقة افقدتني تركيزي ، وشوشت تخميني عن المكان الذي قد يكون هو مختبئاً فيه ،

_ انا اعلم ما تريده لكن مايجب ان تعلمه انت ان املي ليس تدمير جوثام أريدها مدينة اشباح .. القلب النابض بالحرية فى أعلى المحيط .. لن اسألك عن عدد رجالك يكفي القول انهم كافيون لأسقاط المدينة لكنهم سيتبعون تعليماتي وهذا شرط .

وضعت يدي على لياقة المعطف وأجبته ...

_ شرط !! .. اعتقد اننا متفقون عن الجزء الأول من حديثك ، اما عن تلقي رجالي التعليمات منك .. رغم انه امر مرفوض لكن استطيع التفكير بشأنه ،

ساد صمت للحظات قاطعته بسؤالي :

_ ماذا سيكون ردك ؟

لم يجب على سؤالي وخرج بعده من تحت مكتب فى آخر الممر .. يرتدى الزي الموحد للمرضى فى المصح زي ابيض ذهب لونه ، وغطته الدماء بشكل كامل من وسط بنطاله وحتى لياقة المعطف ماجعله يبدو بمظهر رهيب . ثم تقدم نحوي واجابني برده السار :

أنا معك .

*****

هوليوود تشبهناWhere stories live. Discover now