ليلة سقوط جوثام 15

209 12 3
                                    




خرج دبابتان لاستكشاف أماكن المتمردين مستغلين سرعتهم ودروعهم الثقيلة ، حددوا أماكنهم فى الشمال الغربي بالقرب من أحد الجسور ، اطلقوا بعض القذائف العشوائية لجلب الانظار ، وفروا هاربين ، فتبعهم اثنان من سيارات الجوكر الدورية ، وقضينا عليهم فى كمين مُعد .. أعدنا الكرة مرتين أخريين وكانت محاولات ناجحة قضينا فيها على خمسة عشر مقاتل وأربعة سيارات للجوكر ، أرسل الجوكر بعدها ثلاثة سيارات مصفحة ، ومعدة للتفجير كنا وقتها قد عدنا الى أماكننا المعتادة ولم تلحقنا نيرانه ، علم حينها خطورة تحركاتنا واستخدامنا للهجوم بدلاً من التحصن وسط المدينة ، وبعد ساعات أرسل عدد مهوول من تلك السيارات ملئت المنطقة صخباً ، وحوطتها من كل جانب .. لقد أرعبته فكرة اعدادنا للكمائن ، وقرر التخلص منا قبل قدوم الليل ، لم يكن يرضى لنفسه بأن ينتظر أكثر من ذلك .

تقدمت السيارات فى شكل دائري بهجوم متزامن قد يُعني نجاحه القضاء علينا جميعاً ، تقترب فى بطأ قاصدة قلب المكان رأساً على عقب ، ومحوه من الوجود .. اقتربت السيارات دون مقاومة ، دخلت المنطقة وتوغلت فى جميع أركانها وزواياها .. صنعوا انفجاراً هائل أصم الآزان وأطاح بالمنطقة فى دائرة قطرها خمسون متراً اقتلعت برج واين برهائنه من قيادات المدينة ومن بينهم العمدة ..

فى تلك اللحظة كنا أعلى المركبات التى تقودها ثلاثة دبابات فى المقدمة الذين تبقيا من صناعات واين متجهين الى الشمال الغربي بأقصى سرعة ، وهاربين من الغبار الذي يلاحقنا من مخلفات الانفجار ...

حمل الرجال أسلحتهم وانطلقت المركبات مشحونة بجرعات انتقامية مطلقين النيران على أهداف المتمردين ، وقذائف من الدبابات فى المقدمة أطاحت بإثنان من سيارات الدورية استقرت فى فولاذها بضربات شديدة رفعتها فى الهواء ، وأبعدتها عن طريق الموكب .. أحد دباباتنا الثلاثة انفجرت بشكل مفاجئ جراء عبوات ناسفة زرعت فى طريقنا فشخرت المركبات العشرة فى تزامن على صوت المكابح ، وانحرفنا فى مسار آخر الى معسكرات الجوكر .. اطحنا بدورياته فى طريقنا ورصاصنا مستقر فى كل ركن وكل حائط نمر عليه فى مرور مدمر غير متهاون بضربات مستمرة دون تفكير ...

ثم جاء صوت طنين فى سماء المدينة ملئها صخباً ورعباً .. مقاتلات جيش الولايات المتحدة أخذت تجوب المدينة مصيبة أهدافها ومخمدة ثورات الفريقيت المتقاتلين كتنين غاضب ملقي بنيرانه ، وغير مبالي بمن يصيب .. لمح الرجال الجوكر ومتمرديه فهرعنا اليه واثبين ، وتطايرت الرصاصات من الفريقين مصيبة أهدافها ، وتطايرت الدماء فى مشهد مأساوي .. تفرقت سياراتنا لإحتواء الهجوم متوغلين صفوف المتمردين وقاتليهم دون هوادة سقط منا الكثير من المقاتلين ، والبقية متناحرون على رأس الجوكر الذي قفذ فى أحد المباني متوارياً ومنبطحاً خشية من أن تناله الرصاصات ..

مررنا وسط رجال الجوكر مفرقيهم ومطلقون الرصاصات .. تكاثروا علينا فقتلوا أكثر من نصف المقاتلين .. تدمرت مركباتنا واحدى الدبابات تفحمت بقذيفة RPG غاشمة .. لم يتبقى سوى عدد قليل من الرجال وداخل الأرملة السوداء يقودها بيلي صارخاً :

_ أراها سيدي .

_ ماذا ترى .. ترى نهايتك صحيح ؟

_ لا ، بل رأس الجوكر .

ضغط على المكابح ، وبأقصى سرعة مخترقاً احدى جدران المبنى الذي يتحصن به الجوكر ... انجذبت القاذفات الى الحرب الدائرة شمال غرب المدينة واطلقوا صواريخهم المضادة للمركبات والأفراد ابادوا جميع الاطراف ، وسقط المبنى على سقف الأرملة السوداء غامرها بحطامه ، وحاجباً آخر شعاع للضوء .

*****

تم القبض على الإرهابي ومجرم الحرب بن الذي لم يرفض أن يروي قصته الكاملة عن سقوط جوثام قائلاً أنه اخبر القصة لكي تخرج من بين القضبان ، وهو مؤمن أنه يوماً ما سيأتي أحد ليكمل رسالته ، وسيأتي اليوم الذي يظهر فيه بن جديد يرفع نفس الراية ويكمل المسير .

وكما قال د/تسو

الامبراطوريات العظيمة تسقط ، وسلاحكم الفولاذي يصدأ ..

لكن الفكرة أبداً لا تموت الا لتنهض مكانها فكرة أخرى .

حربنا على الإرهاب يجب أن تكون حرب فكرية

ليست دبابة ، وطلقة مدفع .

لديكم الأسلحة وتفتخرون بإشهارها فى وجه الإرهاب لكن القوة لا تدوم تسقط كما سقطت امبراطوريات وصلت الى عين الشمس ، وفى الأخير الارهاب فكر ، ومشكلة لن تصل أبداً الى جذورها برصاصك .

_ صحيفة جوثام .




هوليوود تشبهناWhere stories live. Discover now