ليلة سقوط جوثام 3

308 19 4
                                    




وقفنا بالدبابة فى الوسط ، ووقف رجال الشرطة آخذين وضعيات دفاعية من خلف ابواب السيارات .. تحرك احدهم مصوباً سلاحه الينا ، وبخطوات حذرة حتى اهتدى الى الوقوف بجانب الارملة السوداء صارخاً بتلك النبرة العسكرية :

_ ايها الوطواط انت موقوف بتهم عدة ، وخطيرة ستخرج الآن واضعا يديك خلف رأسك ، وكما تلاحظ خلفك العشرات من رجال الشرطة ، وهم على استعداد بامطارك برصاصهم ، وان اظهرت أي سلوك عدائي سنضطر الى التعامل معك بتلك الطريقة .. ماذا قررت ؟

نظرت الى تشارلي :

_ يقول ماذا قررت !! .. الآن ماكان يجدر به ان يسأل هذا السؤال ... اتل علي حقوقي .

_ ماذا ؟

_ حقوقي ايها الشرطي اريد سماعها قبل القبض علي .. الا تعرفها ؟

فأدخل المسدس فى جوربه وعاد صراخه بنفس النبرة :

_ بلا بلا .. حسناً .. يحق لك التزام الصمت وأي شئ تقوله سيستخدم ضدك فى المحكمة ، أيضاً يحق لك توكيل محامي ، وسنوفر نحن محامي ان لم يكن لديك واحداً ...و .

لم يكد ينتهي الشرطي من ثرثرته حتى اشرت الى تشارلي :

_ الآن تشارلي اسقطها .

فخرجت القذيفة الى المروحية وشقتها الى رباعٍ ملتهب سقط على سيارات الشرطة ، فزاد سقوطها من حالة الرعب لديهم ، وبينما هم فى حالتهم فتحت باب الارملة السوداء ، واطلقت النار على الشرطي بقذيفة من بندقية الصيد معي ... جعلته يفر مسافة متر قبل أن يلتصق بحطام سيارة شرطية خلفه ، ولاحظ رجالي اشارة تحركهم ، وهي سقوط المروحية ... توجهوا الى الحديقة بخمسة دبابات أخرى من نفس الطراز ، وكذلك خمسة عشر شاحنة ضخمة ، كان يتم استخدامها فى الشحن البحري ، والبري قمنا بسرقتها مؤخرا من مؤسسة واين ، وصلوا الى المكان ، رفعت قبضة يدي عاليا واعطيتهم الأذن لتصفية رجال الشرطة الذين بادروا باطلاق النيران على رجالي فور ان رأوهم ، ومع احتدام المعركة واشتداد القتال بين الطرفين قفذت الى داخل الارملة السوداء .. وقف المشاه من رجالي محتمين بالشاحنات العملاقة يطلقون النار بشكل عشوائي ، وتقدمت الدبابات الخمس مخترقة صفوف الشرطيين مطيحة بسياراتهم ومحطماها عن آخرها دون مقاومة أو ردود افعال دفاعية تذكر .. كان لنا الصوت الاعلى فى المكان بفرقعات رشاشاتنا التى طغت على صرخات الجرحى منهم ، وكان لهم احتلال اكبر بقعة من الأرض بجسس قتلاهم الملقاه عليها زاحمة المكان مع وجود فراغات بينها بالسنتيمترات ... كان المكان لساعة من الزمن اشبه بطاولة بينج بونج تتلقى الكرات من جانب واحد .. بينما كل مايحدث من الجانب الآخر هو دوي صوت طرقات كراتها المتكومة فوق بعضها البعض .

وآخر صرخة خرجت من صفوف رجال الشرطة كانت لأحدى سياراتهم التى لم يلحقها رصاصنا بعد ، هاربة فى طريقها الى قسم الشرطة ... وهو آخر أمل لوجودهم فى المدينة .

اهتممنا بالجرحى فى صفوفنا باصاباتهم الطفيفة ، وتركنا خلفنا جثث رجال الشرطة منتشرة فى المكان ،

أمرت تشارلي بقيادتنا الى قسم الشرطة .. وفى طريقنا الى هناك كان حظر التجوال قد تم خرقه ، ولم يعد يسرى فى مدينة لم تعد آمنة ، نزل المواطنين الى الشوارع حزم البعض امتعتهم ، وقرر آخرون الفرار بأيدٍ خاوية .. صراخ ، واستنجاد ، سيارات تنقلب وحوادث على طول الطريق لكنها لم تعكر صفونا .. تقدم رجالي عبر الحشود مطلقين النيران لأفساح الطريق ومهللين بنصر سيكتمل فى القريب ، قتلة ، سفاحون ، مرتزقة ، ومقاتلين بارعين لا يهمس احدهم الا بأشارة مني .. فالآن وبكل فخر استطيع القول أني احسن اختيارهم .

_ سيدي .

_ نعم تشارلي ماذا عندك ؟

_ انهم يهجرون المدينة ، وان استمر الأمر على ماهو عليه بضعة ساعات أخرى قد لا نجد رهائن للمساومة عليهم .

_ علم .. خذ شاحنة ودبابة وعشرة رجال مسلحين .. اغلق الجسر عليهم وسأهتم انا بمن فى قسم الشرطة .

وصلنا الى قسم الشرطة بخطة تداولتها مع رجالي فى منتصف الطريق فنحن دائماً فى حاجة الى خطة واستراتيجية فعالة لمواجهة عدو متوقع قدومك ، ومجهز بكل مايلزم فى محاولة منه لدحر غزو ، وايقاف غمامة سوداء قادمة لموته وهلاكه ... ورغماً عن كل ذلك لم تلتئم ابتسامة القدر الينا .. ولازال من فى القسم متوقعين قدوم فرد واحد ( الوطواط ) .

*****

هوليوود تشبهناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن