ليلة سقوط جوثام 6

227 14 6
                                    




التاريخ ملئ برجال عظماء كانوا مطبقي عدالة ومنتهجي الهيمنة والتوسع ، رجال بذلوا ما بأيديهم وفعلوا ماهو خارج عن نطاق القدرات البشرية دون الاكتراث بأي عواقب أو اعطاء الأهمية للعثرات فى دروبهم ، حتى وقف المؤرخون متحيرين وعاجزين عن التخيل الى أي درجة قد وصل هؤلاء وكم قد نالوا من العظمة ، ومتعثلمة ألسنتهم غير قادرين على البوح بما لهم من مكانة وسلطان ، فلعل التاريخ أن يتذكر ، وما له الا أن يتذكر ... وهو بطبيعته لا يتذكر الا رجل واحد واسطورة واحدة يتذكر بطل والبقية خصومه ، يتذكر ملك وينسى عبيده وجنوده .

الجوكر هو ورقتنا الرابحة والشجرة المثمرة فى حقل الأشواك هذا ، لم يرفض تقديم المساعدة ولم يطلب شيئاً فى المقابل لهذا اخبرت تشارلي أن يضع عينه عليه ويلازمه فى كل تحركاته ... بالأمس قدت الأرملة السوداء واصطحبت الجوكر الى سجن الولاية ، فى وقت متأخر من الليل اخترقنا السجن ، وفاجأنا من لم يهرب من الحراس فى خلوتهم ، قتلنا من تبقى منهم وانهينا حياتهم البائسة ، الا واحد أبقى عليه الجوكر لكي يمارس عليه بعض الاعيبه ، فقد اخضعه الجوكر لجلسة تعذيب قاسية من صفع ، ولكم ، وصعق ، هذا غير التقطيع والعبث الغير آدمي فى وجهه وجسده ، نظر فى عينه وقال له التالي :

_ الآن وفى هذه اللحظة .. لا تملك سوى حياتك ، هل انت مستعد للتضحية بها من اجل جوثام ؟

هز الحارس رأسه فى خوف ان لا

_ عظيم عظيم .. قف اذا واستجمع قواك وقودني الى أقوى شخص فى هذا السجن الخرب ، السافل الذي يهابه السجين والسجان على حد سواء .

انتفض الحارس من جلسته ووقف يصرخ :

_ حسنا .. حسنا لك ماتريد لكن ارجوك لا تؤذيني ،

قاده الجوكر فى الظلام الى المبنى المحتجز فيه المساجين ، القى المفاتيح اليهم وترك الحارس لينال منه من يجده ، وعاد الي مهرولاً وطلب مني ان نقف بجانب الدبابة على بوابة السجن . وفى خلال عدد قليل من الدقائق خرج المساجين من زنازنهم ، وتوجهوا مسرعين الى بوابة السجن حيث كنا نحن هناك ، فيما يشبه هجوم لمجموعة زومبي جائعة .. احتمينا داخل الدبابة وافرغت انا كامل الذخيرة من قذائفذ فى مبنى السجن .. بمحاولة غير مجدية مني لإرهاب المساجين واعادتهم للداخل .. احدى القذائف اصابت برج المراقبة فسقط بطول خمسة عشر مترا ونال من البعض منهم وقفوا امامنا متعجبين :

_ ان كنتم اخرجتمونا من السجن والآن تحاولون قتلنا فما هو مبتغاكم ؟!

ومن خلف حطام برج المراقبة تقدم شخص ضخم فى طريقه الينا ، افسح له المساجين فى مسيره ليمر مهابة له ، وتراجعوا عنه مرتعشين .

فى هذه اللحظة اخبرني الجوكر :

_ هذا الشخص عرضت عليه من لحظات ان ينضم الينا .

_ حقاً وماذا كان رده ؟

لم يجب الجوكر على سؤالي ، وكان هذا الشخص قد وقف امامنا مباشرة ، يقترب طوله الى ما فوق المترين وعضل ساعده الضخمة فى حجم اطار سيارة ، ركل مقدمة الدبابة بقدمه طالبا منا الخروج فاهتزت على اثرها واجاب الجوكر :

_ هذا بالضبط ماكان رده .

كان علينا التعامل معه لكن وللحظ العاسر مخزون القذائف فى الدبابة تفرغ على هجوم المساجين ، تابع المخلوق الغاضب ركله ولكمه للدبابة دون توقف ، والجوكر غارق فى ضحكاته وقهقهاته الصاخبة غير مبالي ماأثار غيظ المخلوق خارج الدبابة ، وشعرت كأنه على وشك اقتلاع الباب بجانبي .. فوقعت يدي على بندقية الصيد بجانب المقود فصرخ الجوكر :

_ مهلاً .. ماذا تفعل بحق الجحيم .

_ وماذا تظن أني أفعل سأطيح برأسه الغليظ .

_ لا تفجر رأسه .. سنستفيد منه حياً .

_ وأين تريد مني ان اصيبه ؟

فأجاب : مكان آخر غير رأسه .

وهكذا فعلت اصبته بعدة طلقات طائشة فسقط على الأرض يصرخ كطفل رضيع ، خرج الجوكر ووقف اعلى الدبابة .. فتح فمه مخاطباً بقية المساجين ومعروفاً عنه انه يجيد التحدث ، فكان خطابه اليهم :

_ يمكنك ببساطة أن تحكمها أو تموت مدافعاً عنها ( يُعني جوثام ) .

وكانت تلك نقطة تحول واللحظة الفاصلة فى تاريخ جوثاام المعاصر .

*****

هوليوود تشبهناWhere stories live. Discover now