..[4]..

37.1K 3.4K 1.3K
                                    

{جعلت القلب مرمى للسهام و تركت الرماح فيه؛ فلا متّ و لا شفيت}
{لو قمتُ بشيء لا يغتفر هل ستعفو عنّي؟} 
{و لعيناك مغامرة أخوضها دون انتهاء}
{الثواني التي أقضيها معك تصرخ بي و تخبرني أَنِّي على قيد الحياة، فماذا ستقوله لي عندما لا أكون معك؟}

_____

الفصل الرابع بعنوان
[يُلألِئ العين]




خرجتُ من الغرفة على استعجال و بيدي حقيبة وضعتُ بها حاجياتي التي تلزمني ثم طلبتُ من والدي إن كان بإمكانه إيصالي لمنزل سارة حيث سيكون بمقدوري قراءة المفكرة أثناء طريقنا إليها.

لم يُعارض والدي على ذلك، و أخذ مفاتيح سيارته لِنخرج متوجهين لها، و لم ألبث إن صعدتُ على متنِ السيارة إلا و قد أخرجتُ المفكرة لِأبدأ حيث توقفت. والدي عقدَ حاجبيه مُتسائلاً عمّا أقرأه و أجبته بأنظار لا تزال تبحثُ عن آخر جملة وصلتُ إليها.

"إنها رواية قد كتبتها صديقتي، و قد قدمتها لي حتى أقرأها و أخبرها برأيي عنها" كذبت. فَـلست في مزاج أن أشرح له أنها مفكرة وجدتها في غرفتي.

لم يعلق والدي على جوابي، فقط أومأ لي مُركزاً نظره في الطريق لِيقودني إلى منزلها. حينها وصلتُ للصفحة المطلوبة و قد كانتْ نهاية يوم آخر من يوميات الطبيبة كيندال، لأقلب الصفحة التالية و أجد تاريخ اليوم التالي مكتوب في أعلاها؛ أي أنه اليوم التي ستقابل به ذلك المُعتَدي. بدأتُ بالقراءة الصامتة و دخلتُ إلى عالم حيثُ لا يوجد به سوانا ، عالم قد أنسى فيه من أكون.



[ ١٣-٨-٢٠١٢

كان يوماً غريباً و مؤثراً جداً بي، شعرت بالدموع تتجمع في مُقلتايّ رُغماً عني بِمجرد أن وضعتُ نفسي في مكانه. شعرتُ أن كل شيء حولي قد أغلقت أبوابه.

عندما وصلتُ إلى المشفى، توجهتُ لمكتب السيد ألين قبل الذهاب لِمكتبي كي أعرف من هو المريض الذي عليّ مقابلته. قرعتُ الباب ثم دخلت ما إن أذن لي بذلك.

جلستُ على المقعدِ المصنوع من الجلد الطبيعي بعدما صافحته، لأسألهُ عن أحواله ثم عن المريض الذي يجب أن أُقابله اليوم، و قبل أن يُجيب قدَّم ملفه الشخصي كي أستلمه منه بِكلتا يديِ ثم أقرأ اسمه (بينجامين باركر).

"المريض باركر هو رجل متزوج و لديه طفلان ما زالا صغيرين، و اليوم هو يوم خروجه و إنتهاء فترة علاجه. أخوه سيأتي لِأخذه لهذا أريدك أن تتأكدي من كل شيء و تساعدي في إنهاء أوراقه، و هذا عملك فقط لهذا اليوم. ما أقصده أنكِ لن تقابلي إلياس لسبب ما، و هذا أفضل لك" تحدثَ و عينايّ لا تفارق الملف الذي بين يديّ، لأبتسم له بإيماءة صغيرة تعني الموافقة مع أني كنت منتظرة اليوم كي أقابل إلياس.

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن