وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسية

..[11]..

{ما زلت على أمل بأن نقوم بما وعدنا به أنفسنا بأن نحقق أحلامنا معاً}
{الحب مخيف... يجعلك تقع به قبل أن تخوض بالتفاصيل}
{إن كانت جروحنا سبباً في فراقنا، سيكون الشفاء متمثلاً في لقائنا}
{لما علينا فتح جروح الماضي كي نكون معاً؟}
_____

الفصل الحادي عشر بعنوان
[نهاية طريق يعني بداية آخر]

"هل حدث شيءٌ ما؟ إيّاكِ و أن تحاولي إخفاء الأمر عنّي" تسائلتُ عندما اتجهت نحوها، لِتسدير ناحيتي و الغضب و الحزن يملأُ كل إنشٍ في وجهها.

"لا أرغب في التحدث عن هذا لكن سأُعلمكِ أننا بحاجة للإنتقال من هنا و بأسرع وقت، و سأقوم بتفسير الأمور لكِ لاحقاً" أجابت و عيناها لا تنظر لِمقلتيّ. تنهدت طويلاً ثم تحدثت قائلة "نَحْنُ تقريباً في منتصف الفصل فكيف سترحلين؟".

"لا تقلقي بهذا الشأن. ما إن يعزموا على الانتقال سأبقى حينها في منزل عمتي حتى انتهاء الفصل، لكن في النهايه سأغادر سواءً الآن أو لاحقاً" ردّت بنبرة حزينة و هي تربت على كتفي، لِتقول بابتسامة مصطنعة أن علينا الذهاب للإفطار.

توجهنا للأسفل و الأفكار بدأت بالتسابق مع بعضها على من سيكون الأول في بدء تحليلها، لكن شعرت بالضياع تماماً، و لأن الجو كان متوتراً جداً على طاولة الإفطار، إعتذرت لِـسارة بأن عليّ المغادرة بعدها و سأقابلها في المدرسة لنتحدث بشكلٍ أفضل.

صعدت للأعلى لِجلب حقيبتي ثم خرجت لِأُودع سارة و اتجه بعدها للمنزل سيراً على الأقدام، و لأن الطريق طويلٌ نوعاً ما، أخرجت المفكرة لِأقرأ منها قليلاً فهكذا لن أشعر بالوقت يمضي أو بالملل، يكفي أن الجو لطيف و ما زلنا في الصباح، لذا لن يكون هنالك خطأ في فعل ذلك.

لكن لا أدري لما قلبي  بدأ بِوخزي قليلاً، كنت أوشك على نسيان بأنه موجود بداخلي، كأن هنالك شيء سيّء سيحدث. تجاهلت ذلك الشعور و بدأت بقراءة المفكرة دون أن أُشغل تفكيري بِشَيْءٍ آخر.

["لا تتحدث و كأنك تعلم كل شيء، و لا تظن أنني سأُخبركِ بحياتي الخاصة، فليس هنالك سبب لِأفعل ذلك" فقدت أعصابي و أصبحتُ أتحدث بدون تفكير، فَـإلياس سيقوم بتقييدي مجدداً بكلماته و أحاديثه.

"إذن ليس لدي سبب في إخبارك بما حدث لي و لما أنا هنا! فالحياة أخذ و عطاء كما تعلمين".

ليس مجدداً، ليس مجدداً تلك الجمل التي تخرج منك كأنك عاقل تماماً، فأنا للآن لا أعلم لما شخصٌ مثلك هنا إن كنتَ تملكُ مثل هذا العقل و اللسان.