..[15]..

29.4K 3.2K 2.1K
                                    

{لا يجدر بِنَا الاهتمام بمنعطفات الحياة، بل بما نفعله الآن}
{كَحلمٍ جميل لا أريد الاستيقاظ منه و بالكاد أذكره، كانت تلك أيامنا معاً}
  {جمالٌ في عينيك، جمالٌ في قلبك و جمالٌ للحب الذي في قلبيّنا، فدائماً ما كنت أُصلّي لزيادة جمالهم حتى و إن كانوا خطيئة العُمر}
{لا تخبرني بما تريد، فقد أفني نفسي حتى أحققها جميعها}
_____



الفصل الخامس عشر بعنوان
[سبب في التردد]

   ٣١-٨-٢٠١٢

[الْيَوْمَ هو يوم ميلاده، و لا أعرف ما يجب فعله. مّا زلت مشوشة جداً، فماذا لو استطاع قتل نفسه في النهاية؟ ماذا لو فشلنا في حمايته؟ ماذا لو، و لو؟

لم أستطع إخراج الأفكار السلبية منذ الصباح، فربما لا يحدث له شيء لكن بسبب أفكاري المتشائمة هذه قد يحصل له شيء حقاً.

نهضت من مقعدي و وقفت أمام المرآة الصغيرة المعلّقة على الحائط، كنتُ قد أسدلت شعري طوال الأيام الفائتة و لا أدري لما، لكنني بت أعرف السبب، لذا قمت اليوم برفعه بربطة بنفسجية على شكل ذيل حصان، فهو لن يراني على أيّة حال. أخذت نفساً عميقاً و أبعدت الأفكار الغبية، فَـليس و كأنني أهتم لرأيه فيني!

خرجت لاحقاً من مكتبي نحو الطابق الأول لكنّي غيرت وجهتي و ذهبتُ نحو الطابق الثاني حيث يوجد هو. اقتربت من البوابة و قمت بفتح الباب قليلاً، لِيتجه نظري نحو سريره لكنّي لم أجده و شعرت بالقلق حينها، فأين يجدر به أن يكون الآن في مثل هذا الوقت؟

"أتعلم أين ذهب المريض إلياس؟" سألت طبيباً كان على وشك الدخول للغرفة، لِيجيبني أثناء فتحه الباب "لقد أخذه الطبيب جون منذ الصباح الباكر إلى غرفة مفردة و قال بأنها حالة مستعجلة".

أومأت برأسي ثم شكرته على إجابته، لكن شعور الوخز في قلبي من الصعب أن يُتجاهل، فهل هذا ما قصده بإخراج إلياس سالماً؟ بأن يرميه في سجن مفرد حتى لا يتجرأ على إيذاء نفسه؟

تنهدت بخنق فهذا سيُجعل الأمر أصعب، لن أستطيع رؤيته أو الذهاب له، فليس لديّ الصلاحية لذلك. 

مشيت بتثاقل نحو غرفة الطابق الأول لكن استوقفني صوتُ الطبيب ألين، التفت له بكسل و شعور الخيبة كان سهلاً أن يلاحظه على وجهي، لِيبتسم لي و هو يقترب مني قائلاً "يبدو أنكِ تشعرين بتوعك، هل لي أن أدعوكِ لشرب كوبٍ من القهوة؟".

أجبت بالموافقة، كوني لن أستطيع التحدث مع المريض بشكلٍ جيدٍ، فيجب أن أغير مزاجي، ثم توجهنا لصالة استراحة الموظفين و طلب منّي ألين أن أنتظر حتى يجلب القهوة لكلينا.

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن