..[60]..

17K 1.7K 688
                                    

{أين أنت يا من تسحبني إلى كل موضع تطأهُ قدماك مُجبراً مصيري على أن يتشابك معك حتى تُعلن للجميع بأنني لك؟ فإن كنتَ ضائعاً فهذا يعني أنّي قد أضعتُ نفسي بعدما أضعتك }
{ما زال الألم يزداد ألماً في غيابك حتى و إن كُنت المتسبب به}
{مزعج أن تستمع لدقات الساعة في حالة الانتظار، لهذا ألَا يمكنك أن تنسى كل شيء للحظة و تمنع أُذني من الاستماع لها حتى لا احتاج لعدّها بعد الآن؟}
{إن كان اللوم و الغضب يِفيدان فلما وُجد الاعتراف و الغفران؟ }
_____








‎الفصل الستون بعنوان
‎ [ و أُمطرت لُؤلؤاً؟ ]

‎« من وجهة نظر الكاتبة »





لم يكن لديها ردة فعل سوى أن تبقى ساكنة بين ذراعيه و هو يحيطها بهما، موشكةً أن تنسى أنَّ عليها الهرب بعيداً إن استيقظ إلياس؛ فَعناقه الدافئ جعلها تنسى تلك الفكرة، راغبةً بالبقاء لِدرجة تمني إيقاف الوقت أو موتِ أحدهما.

استوعبت كيندال مُتأخراً جنون أمنيتها التي أَلقَتْهَا نَفسُها عندما اهتزَّ الجسد الذي يحتويها بين أضلعه و تملّكتهُ ضِحكَة حاول بقدر استطاعته كبتها، و هنا شعرت بوجود شيء خاطئ، مكتشفةً أنها قد وقعت ضحية في تمثيلية زيون الذي ادعى بأنه إلياس.

دفعته كيندال بعيداً عنها لينكشف وجهه الذي بدأ بقهقهةٍ تسخر من وقوعها بسهولة في لعبته الصغيرة و أنها لا تستطيع التفريق بينهما كما زعمت من قبل.

" هل هذا الأمر ممتع بالنسبة لك؟" تسائلت كيندال بنفاد صبر، متماسكة نفسها من الصراخ به أو ضربه، لكنه في المقابل قابلها بِوجهٍ جاد و ابتسامة جانبية، ثم مُتكئاً على أحد المنضدات كي يجيبها "أردتُ التأكد من أمر ما، لكن ما لفتَ انتباهي أنك ستأتين إن كنت زيون و لن تفعلي إن كنت إلياس... فقد كنتِ على وشك الهروب بالفعل منِّي قبل لحظات لكنّي كنتُ أسرع من ردة فعلك".

بقيت كيندال ملازمةً للصمت دون أن يكون لديها القدرة على الحديث عن الأمر أو السبب، بل كيف سَـتدع من حولها يتفهم ما تُفكر به بعد تلك الأفكار المجنونة التي تراودها مؤخراً و التي لا تستوعبها في نفس اللحظة.

" مهما فكرت بالأمر لا يمكنني التنبؤ بما تُريدين الوصول إليه بقدومك لي بالرغم من أنكِ لا تودين مقابلة صاحب هذا الجسد. حتى أنكِ لا تعلمين متى سأختفي و سيعود إلياس مما قد يجعلكِ تواجهينه على حين غرة كاليوم. فماذا أنتِ فاعلة حينها؟" سؤال زيون جعل كيندال تقترب منه برأسٍ مطأطئ، مُتمسكةً بطرف ياقة قميصه القطني و متحدثة بهمسٍ يكاد لا يُسمع "لتتوقف عن التفكير بتلك الطريقة لوقتٍ أطول، فهذا سيجعله يعود أسرع مما أُريده".

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن