..[55]..

15.7K 1.8K 636
                                    

{  لِتسترق سماع صوت نبضي الغير مسموع، فقد تفهمُ حينها أن وجودك كان الغاية لكل شيء }
{ كيف للعدل أن يتحقق و قلبي يبكي كلما ذكرك دون أن أدري إن كنت تتمزقُ مثلي أم أنك قد نسيتني }
{  لنستوقف قليلاً. فقد يكون المغزى من انتهاء الأحزان بأن تطفو بِنَا إلى سطحها عندما نتقبّلُها و لا نكترث لها }
{ قد وصلنا لمرحلة لم نعد نعرف ما هو الصواب و ما الخاطئ. لكن لسبب ما نحن فقط لا نرتكب سوى الأخطاء }
_____







الفصل الخامس و الخمسون  بعنوان
[  هل ذَلِكَ المخرج من ذاك المدخل  ؟ ]

« من وجهة نظر الكاتبة »





ما زال الجانبُ الآخر من المكالمة لا يُجيب سوى بعدم توفر الرقم، مُحاولةً أكثر من مرة بالرغمِ أن صوت ابنتها لن يُسمع في الوقت الحالي. تنهدت إلْيَانَا - والدة كيندال - عند إزاحتها للهاتف بعيداً عن أُذنها ثم التفتتْ لزوجها الذي يجلسُ على الأريكة و يحتسي القهوة قبل خروجه لعمله حتى تُخبره بِنبرة تهكم "يا لوكاس ! انظر لِابنتك التي لم تعد تجيب على هاتفها ليومين و حفلُ زفافها لم يتبقى له سوى خمسةُ أيام !".

لم يُجبْها بِكلمة أو حتى إيماءة فقد اخرجهُ عن الواقع استرجاع ذاكرته في الْيَوْم الذي التقى بابنته في مكتبه قبل عدة أسابيع، مُتعجباً من وجودها فيه منذ الصباح الباكر. جلس على مقعده ناظراً لكيندال التي تبتسمُ حُزناً، و فضولُ عينيها قد خطفتهُ حتى يرعي اهتماماً أكبر لما ستقوله، و لم تجعل والدها ينتظر أكثر لتخبره بكل مافي داخلها.

"أتعلم كم أُحبطت عندما عرفت أن ما حدث لنا هو سبب وجودك الْيَوْم هنا؟ غيرَ قادرٍ على الأقل فعل واجباتك اتجاهنا بل دون أن تعيرَ اهتماماً كافياً للأحداث التي انهالت علينا" اتسعتْ ابتسامةُ كيندال الذابلة ناظرةً لحركة يديه فوق المكتب و لِعينيه التي تحاول ألّا تبتعد عن مُقلتيها، لِتردفَ بصوت منكسر" لم أَكُن أعرف أن ما تُخفيهِ أكبر مما كنتُ أتوقعه. لم أَكُن أعلم أننا سنصل إلى هنا بسبب الأمانة التي تُريدُها أن ترجعَ لأصحابها حتى لو تأذَّيْنَا! أتعلمُ كم بكيتُ في كل يومٍ و أنتما بعيدين عني؟ هل فكرتْ كم شعرتُ بالرغبة في الهرب بعيداً حتى لا أتحمَّل ما تحمِلُه على عاتقيك؟ مع ذلك جعلتني أدخل في هذه الدوامة غير قادرة على الهروب حتى لو أردتُ ذلك... و كيف لي فعل هذا بعد أن اكتشفت سبب تسميتك لي بِكيندال؟ ".

نادى والدها بِنبرة ضعيفة و حانية باسمها مما جعل موقفها يضعف أمامه و خاصة عندما انعكس في عينيهِ جُرحٌ خلّفه الحزن، و هذا جعلها غير قادرة على لومهِ أكثر بالرغمِ مما فعله، لكنها تعلم تماماً السبب إلَّا أنها على الأقل تريده أن يندم على قراراته و أنه كان عليه البحث عن حلول أفضل لا تقوم بجرح ابنته.

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن