..[8]..

29.7K 3.4K 1.1K
                                    

{حين تسقط ورقة الخريف الأخيرة، سأكون مجردة من أخر خصلة في شخصيتي القديمة}
{كم لَبثت تُفكّر في حيلة توقعني؟ لأنّي أظن بِأنني وقعت أسرع مما خططت}
{كُنتَ كفصل الشتاء البارد، الجميع يختبئ خشية البرد لكنِّي الوحيدة التي وقفت لِتواجهك}
{أُخبرك لوأنّي أطلت الغياب
فأنا حولك أدور كذاك الشهاب}

_____



الفصل الثامن بعنوان
[أنت الكتاب الذي أريده]





["سأتحدث معك و أجيبك عن أي شيء تريدينه... إن لم تذهبي لمساعدتها".

تخييره المفاجئ الذي أوقعني في حيرةٍ من أمري جعلني أفهم شيئاً، بأن إلياس أصبح لَهُ أولوية في قاموسي بِشكلٍ سريع، غير مُدرَكة متى حدثَ ذلك خلال هذا الوقت القصير، إلَّا أنه ليس هناك أدنى مقارنة بين الحديث و الإنقاذ في هذه الحالة.

وضعتُ الدفتر جانباً كي أتوجه مُسرعةً نحو ماريا. اقتربتُ مِنْهُ كفاية مُحاولةً تهدأته لكنه بقي مُركزاً عليها غيرَ مزحزحٍ يده عنها، و بعد عدة محاولات للتحدث معه بإخباره أنه لن يحدث إلَّا ما يُريده، توقف و أبعد يده عن عُنقها لِتسقطَ صديقتي أرضاً و تبدأ بالسُّعال لأخذ نَفَسِها المنقطع، أردتُ النزول لها لكن فاجئتني نظراتُ المريض دانييل ناحيتي الذي تحدث بنبرة مخيفة أكثر من نظراته.

"لقد أخبرتها ألّا تحاول معي أبداً لكنها مخبولة لِتفهم ما أقوله. دعيها تستسلم من محاولات فاشلة".

لن أكذب بِكوني لم أخف من تعابيره و كلامه لكن لا يجب أن أقلق على هذا الآن. هبطتُ على رُكبتيّ و ربت على ظهرها في اللحظة التي دخل بها الحراس مع أحد الأطباء.

"هل أنتِ بخير طبيبة براون؟" سألَها الطبيب و هي أومأتْ له بضعف. ساعدتها على النهوض و وقفنا مقابلين لجسده، شاكراً على محاولتي لِتهدأت دانييل و إبعاده عنها.

توجهنا بعدها ناحية الباب حتى أُخرجها و أدعها ترتاح، و لحظتها التفتُّ برأسي ناحية دانييل لأجد الطبيب يُعطيه حُقنةً ما كي يُهدّأه بسبب تصرفه العدواني، و هو لم يقم بأي ردّة فعل مُطلقاً لكني لم أملك الشجاعة للنظر نحو إلياس لذا أعدت ناظريّ للأمام لِأقودها نحو مَكتَبِها.

"هل أنتِ بخير حقاً؟" بالرغم أن السؤال طُرح عليها لكني أعلم أنها ليست كذلك.

"لا أعلم لما حدث هذا بالضبط! لقد بدأنا بالتحدث بشكل طبيعي لكنه انقلب فجأة ما إن حاولت سؤاله. نهض من السرير و تراجعتُ تباعاً بضع خطوات للوراء لكنه سبقني لِتُصبح رقبتي في قبضة يده" تحدثتْ ماريا عند جلوسنا على الأريكة عمّا حدث، و لم أستطع أن أسألها عن نوع الحديث الذي دار بينهما لِيصبح هكذا لأنه ليس الوقت المناسب لِإلقاء مثلِ هذا السؤال.

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن