..[31]..

26.6K 2.8K 2.1K
                                    

{ و ما توصف طعنةُ القريب إلا بالموت }
{ جعلتُ قلبي يتضور جوعاً لِسنين ، فإن أتيت ، وقتها لن يكون في قلبي سوى حُبّك السجين }
{ دع حياتنا تسير كرقصةٍ مُحترفة ، ما إن أستدير لليمين تلتفتُ شِمالاً حتى نلتقي دائماً في منتصف الحفلة }
{ تجاهُلك ليس لِـجَرْحِك بل لِسلامة قلبي منك }
_____



الفصل الواحد و الثلاثون بعنوان
[ فُرصة أخيرة ]




[   نظرات إلياس تدقُّ قلبي مرتين كل ثانية ، الوضع السيء الذي نحن به ؛ ظهر بأنه أفضل سيناريو لن يُفكر به رأسي ، لِيعلم كلانا أنّنا لا نستطيع إبعاد عيْنَيْنا ما إن تلتقيان ؛ لهذا لم يكن بِمقدرونا النظر لِبعضنا مُتحاشين مثل هذه الصدفة .

كنتُ على وشك نسيان أنّ رأسي قد ارتطم بِـرفِّ المكتبة و أن إلياس يحاول رفعها حتى لا أتأذى ، لوهلة نسيتُ بأَنِّي لستُ في بُستانٍ على بساطٍ أخضر جالسين بالقرب من بَعضنا ننظرُ لما داخل أرواحنا و كأننا على وشك الإعتراف .

أردتُّ الإستفاقة من هذا الوضع حتى أعود للواقع ؛ حيثُ إلياس الذي لا يَطيقُني لكن قلبي أخبرني أن أستغل هذه الفرصة التي قد لا تتكرر ، و عقلي عَاتَبَه ؛ فهكذا سأُثبت له أن ما قاله المرة الفائتة صائب .

أبعد عيناه عنّي ضاغطاً عليها بعضلاته لِيدفعها ، و مُركزاً نظره في الرفّ الذي يبتعدُ تدريجياً عنّا ، مُرتفعاً و عائداً لِإعتداله الصحيح ، كان الأغلبية قد اجتمعوا مُحاولين مساعدتنا ، بدت ثقيلة للغاية و مع ذلك لم أُفكر بِكيفية سقوطها بل عن كيفية وصول إلياس قبل أن تسقط كُليّاً علينا .

" هل أنتم بِخَيْر ؟ " الجميع سألوا ذات السؤال و هم يجتمعون حولنا ، حيثُ ما زالت بؤبؤتايّ تحدقان به و لو أنها تحدثت لَـنَطَقَتْ ' كيف أكون بخير و أنا أراه مُتأذياً و الدماء من جبينه تنسال ؟ ' .

حاولتْ الفتاة أن تبتعد عنّي و هي تنظر حولها ، لِأبعد يدايّ و أسدلهما على جانبيّ ، أُشاهد كيف يرفعُ جسده و يقف بإعتدال مع نظراتٍ لا أستطيع التحديد إن كانت غاضبة ، باردة أو حتى لا مُبالية .

استفقتُ و أخيراً من الفقاعة التي أدخلني بها عندما شعرتُ بِيد شخص تلتفُّ حول ذراعي و تساعدني على النهوض ، استدرتُ بِرأسي كي أعلم من أيقظني من حلم اليقظة هذا ؛ لِأجده دانييل ، مع تعابير قلقة و سائلاً لِعدة مرات إن كنتُ بخير .

" إن كُنتَ ترى ؛ فَإلياس هو من أُصيبَ فقط " لساني قد أجابه و ذهني في عالمٍ آخر حيثُ لا يوجد إلا هو ، استدرتُ مُجدداً لِناحيته حيثُ وجدته يقفُ مقابلَ هانا و يسألها عن حالها ، رَبَّت على رأسها مُبتسماً لها ، و صدري هُنَا ضاق جرّاء غِيرَة لم أكن أعلم أنها موجودة في مُنحينات أَضْلُعي ، فهي لن تُصَاب مُطلقاً حتى لو وقع ذلك الرفُّ كاملاً علينا ؛ لذا عليه أن يسأل عنّي فقط ، و لا يَدّعي الغضب الآن ؛ فهو من بدأ في إلقاء الكلام الجارح أولاً .

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن