..[16]..

28K 3K 1K
                                    

{عندما تقرعُ الحياة جرس الموت، ستكون أول من يخطر على بالي حتى ألفظ آخر أنفاسي}
{كل يوم نستطيع تغيير العالم بتغيير ما في قلوبنا}
  {و ما إن يختلط إحساس البيانو، و عذوبة الناي مع رقّة الكمان، يكوّنان نبرتك التي دائماً ما كانت تُلامس قلبي}
{الفضول هو إحدى الطرق الملتوية التي تؤدي إلى الحب}
_____



الفصل السادس عشر بعنوان
[العناق... لُغتنا الجديدة]

   ٣١-٨-٢٠١٢

["بقدرِ ما أريدُ إنهاء كل شيء و الموت، إِلَّا أَنِّي أرغب بأن تكونَ نهايتي على يديكِ، فما أقصدهُ أنِّي كلّ ما حاولتُ فِعْلَ ذلك... أُفكِّرُ بكِ، لذا إن كان أنتِ فَـلن أتردد بعد الآن".

الحيرة ملأت وجهي، شعرتُ أن كلماته يُصعب على عقلي استيعابُها، أشعر بأنّ رأسي لا يريد تفسير كلامه بشكلٍ مباشر، بل يُرِيدُ تعقيد الأمر لأنه يعلم أن قلبي مغفل للغاية، لذا لن يعطيه أيّة أملٍ كاذب، و لا أريد أيضاً تفسير الأمر من منظوري.

"ما الذي تعنيه بذلك يا إلياس؟ لما تقرر ذلك لوحدك؟ لما لا نَسْتَمِع لِبعضنا دون معاتبة أو جدال؟ فكل شخص خطّاء و لا يستطيع أن يكون نقيّاً تماماً، بإمكاني أن أكون المخطئة و أنت الصائب، و ربما العكس، لذا نحن نتحدث، نتخاطب و نتناقش و إِلَّا لما وجد لنا لسانٌ ننطق به!" تحدثت بعفوية دون أن أعي ما قلته، و قلقت أن أكون قد ضايقته بكلامي لكنَّهُ ابتسم ابتسامة لطيفة و ساحرة، عيونه كانت تتلألأ بطريقة غريبة جعلتني أسيرة لهما حيثُ لا أستطيع إبعاد عيناي عنهما.

أمسك إلياس بيدي و هو ما زال يحمل نفس التعابير اللطيفة، ثن توجه بي نحو أرفف الكتب الضخمة حيث لا يستطيع أحد رؤيتنا هكذا، و بدأ في البحث عن كتابٍ ما. بقيتُ أتمعن بتعابيره التي لا تنفكّ أن تتغير أو على الأقل تهدئ قلبي. التقط إحدى الكتب و أعطاني إياه، لِأقرأ العنوان بهمس "الأميرة الصغيرة؟".

رفعتُ ناظريّ لأَجْدهُ ينظر لي مباشرةً قبل أن يقول "ربما هنالك لغة ليست مصنوعة من الكلمات و لكن كل شيء في العالم يتسطيعُ فهمها"، لم أُزحزح عينيّ عنه و قد خمّنتُ أنها اقتباس من الرواية التي بين يدي، لِيستكمل قائلاً "الكاتب كان على حق، لذا حتى لو لم نستطع يوماً التحدث يا كيندال، بإمكاننا إيجادُ طريقة أخرى للتواصل كما تفعل المخلوقات الحيّة الأخرى".

هززتُ رأسي ثم طأطأته للأسفل، و تمعنت أكثر في الغلاف الذي حضنته لِصدري، و قد كنتُ على وشك إخباره أَنِّي سأقرأها حتماً، لكنه سبقني لِيقول "و ستكون هذه إحدى الطرق التي سأتواصل بها معك لو لم أستطع التحدث أو إيجاد ما أقوله"، رفعتُ رأسي ما إن قالها، و عندما أنهى جملته توجه نحوي، و قد كنتُ أريد سؤاله عمّا قصده بـ'هذه'، لِيفاجئني بإقترابه أكثر ثم فتح ذراعيه، لِأَجد نفسي مُحاطة بِهِمَا و الصدمة جعلتني لا أقدم على فعل شيء أو إظهار أي ردة فعل، لِيُحكم إلياس قبضته حولي و يهمس في أذني "ستكون هذه لغتنا التي دائماً ما سنتواصل بها".

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن