..[9]..

30.9K 3.4K 1.2K
                                    

{حُلمي دائماً ما كان يدور حولي، حتى أتيت و فرضت نفسك حتى في أسوء أحلامي}
{مهما خدعت الجميع بابتسامتك المزيفة، لا تجرؤ على المحاولة معي. فباستطاعتي قرائتك دون حديث}
{لو اضطررت إلى التخلّي عن شيء، تخلَّى عن كل شيء إلا أنا}
{يتغنّى الطير بصوته، و يتباهى الطاووس بجناحيه، و هو بلا غِناءٍ أو تباهي لم تجرؤ أن تنظر لغيره عيني}
_____



الفصل التاسع بعنوان
[أُخفِي و تُخْفِي]



"إن كان هنالك كتابٌ يتحدث عنكِ فأنا أريده".

تعابيره الهادئة و الغامضة عندما ألقى جملته الغريبة، أرغمت تعابير وجهي بالتغير من تساؤل إلى تفاجئ ثم إلى خجل.

شعرت أن الهواء بات صعباً أن يدخل الى رِئتيّ، و قلبي تحول من إيقاعٍ بطيء لِعالٍ، لكن؟ لا يجب أن تُخالُجني هذه الأحاسيس مع مريضي! لم أجرب قط مثل هذه المشاعر طوال عملي، لكن إلياس و طريقة خروج حروفه و صياغته لها تُجبر جسدي على فعل ردّات الفعل هذه، كأنه أصبح جزءاً منّي، كأنه أصبح عقلاً في قلبي دون أن أدرك متى حدث هذا.

استفقت من دوَّامة أفكاري التي كادت أن تبتلعني و تُبعدني عن الواقع، لِأصطدم بتعابيره و عينيه التي لم تتزحزح يميناً أو يساراً، محاولةً أن أتدارك الأمر بسرعة بِإدارة وجهي للكتب و زَفرِ ضحكةٍ خفيفة من بين شفتايّ. و الخجل لم يفارقني مطلقاً، مُتمنية في أعماقي ألّا ينتبه على ذلك.

"ماذا بك تمزح هكذا. هل تريد تصعيب الأمر عليّ؟" حاولت ما بوسعي أن أشتته عن لَبَكَتِي و توتري لكن على ما يبدو أنه لا يريد ذلك.

اتكأ بيده على المكتبة و يده الأُخرى كانت تَحملُ كتاباً قد تناوله، لِيقترب مني أكثر بدنو رأسه للأسفل قائلاً "هل تظنين أنني أمزح أو ما شابه؟ ليس هنالك سبب لذلك لكن سأُخبركِ بِمقصدي عندما طلبت منك هذا. باختصار، إنّي فضوليّ جداً حول شخصيتك و عمن تكونين، فأنت الطبيبة الوحيدة التي استمرت معي دون أن أعرضها لأذى أو أتهجم عليها. هنالك شيءٌ ما يجعلني أبتعد عن إيذائكِ و أريد معرفته".

"ليس هنالك سبب لِتكون فضوليّ بشأنِه، خاصّة إن كان هذا الشيء هو أنا" جوابي خرج فوراً، خرج مع نبرة مُتهكمة، حاملاً غضباً مكبوتاً على وشك الانفجار في أي لحظة، مما جعل إلياس يعقد حاجبيه بإستنكار لِإنقلاب حَالِي خلال هذا الوقت القصير.

"من الأفضل لك ألّا تكون كذلك" خَرَجْتْ جُمْلتي التالية بنبرة راجية أكثر من كونها أمراً عليه، رادفةً بعد ذلك بصوتٍ شبه ثابت يتخلله اهتزازٌ و رجفة "و كما قلتُ سابقاً، إن كنتَ ترغب بكتابٍ ما أعلمني بذلك. سآتي لَكَ به حتماً".

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن