..[20]..

30.4K 2.9K 1.3K
                                    

{  عندما تكذبُ المخاوف على تفاصيل حياتنا بكونها اختفت ؛ تعود على هيئة شخصٍ يكون كالمنفسِ لنا }
{ تلك المملكة الوحيدة التي يعتريها شخصٌ واحد و لكنه مختلفٌ عن كلّ الملوك ، ذلك القلبُ الصغير يحملُ عرشاً ثقيلاً لكن نادراً ما يقدره ذلك المتكئُ عليه }
{ تَوَتَّرِي عندما تَرَيْنني ، فذلك التوتر يجعلك تهتمين في أدقّ تفاصيلي }
{ اشتياقي لَك كَـ شوقِ الجنين اذا اشرأبّ من الظلامِ إلى الولادة }
_____



الفصل العشرون بعنوان
[ لُجوء و انهيار ]

بعد عدّة خطوات في ملاحقته توقفتُ قليلاً ، لِأعود لِرُشدي و أَجِد نفسي بعيدة جداً عن المنزل ، لِأتراجع بعدما ألقيتُ نظرة خاطفة عليه ، لِأعود أدراجي نحو طريق المنزل .

" أشعر و كأنني أعرفه ! هذا غريب فَـ لما تبعته ؟ و لما كنتُ متفاجئة من جملته تلك عن كاتِبِي يومياتهم ؟ " سألتُ نفسي عدّة أسئلة ، فهذا يبدو غريباً جداً، و هذه المشاعر التي اجتاحتني قبل قليل لا أستطيع تفسيرها ، فَـما زلتُ جديدة على فهمِ المشاعر لذا بالتأكيد لن أفهم ما اعتراني في ذلك الوقت .

لكنّي متأكدة في شَيْءٍ واحد أَنِّي أعرف ذلك الشخص لكن لا أعرفُ أين أو متى أو كيف !

أخذتُ نفساً عميقاً لِأبعد هذا كله ، فالآن يَجِبُ قراءة المُفكرة ، لِمعرفة إن كانت قد وجدته أخيراً أم لا ، لذا دون أي وقت أضيعه أخرجتُ المُفكرة و بدأت بقراءةِ كلمات كيندال فَـ طريق المنزل الطويل و هذا أفضلُ شيء لِتضييع الوقت ، عصفوران بِـ حجر.

[   ما إن أصبحت قدمايّ على أرضية السطح أغلقتُ الباب خلفي ، لِأستدير برأسي لليسار ناحية ذلك الشخص الذي ما زال على نفسِ وضعيته ، لِأنظر لِرجلٍ يتدلّى رأسه للأسفل ، و شعره البنيّ قد أخفى نصف تعابير وجهه ، ثَانِيَاً إحدى ركبيته لِصدره و واضعاً مرفقه الأيمن عليها و يده اليسرى كانت تلامس السطح البارد .

لكن كان هنالك ما يميزه ، ابتسامته الجانبية الظاهره على شفتيه التي جعلت كل شَيْءٍ فيني ينعمُ بسلامٍ حتى الوقت الحالي ، و أخيراً وجدتكَ ! فإن لم تكن هنا كنتُ سأفقد الأمل في إيجادك يا إلياس .

و قبل أن أنهال عليه ، أبدأ إمّا بتوبيخه أو إخباره بما مررت به ، قبل كل شيء سبقني في القول ، و من هنا بدأنا حديثاً طويلاً الذي خفتُ ألّا ينتهي .

" لقد أتيتِ أبكرَ مما توقعت " جملته تلك جعلت كل خلية في جسدي تُصطدم ، فَـ هل كان يتوقع مجيئي إلى هنا ؟

" هل كُنتَ تعلم بأني سأبحثُ عنك ؟ " لم أستطع كَبتَ تساؤلي هذا ، لكنّي لم أنل الإجابة التي تشفي القلق الذي سببه لي ، فقط أومأ برأسه مع ابتسامة ضعيفة كسحت شفتيه .

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن