..[27]..

28K 3K 1.7K
                                    

{ و طوّبْتُ اسمك بين جدران قلبي ، فَأَنَّى لي نسيانك ؟ فحينما أفعلُ ذلك سَيهرمُ قلبي ثم أهرمُ أنا ! }
{ دعنا لا نهتم كيف كنّا جميلين ، بل كيف هو جمالنا الآن }
{ القدر أخبرني ألّا سبيل في الحب إلّا طريقك ، فمهما حاولتُ تغيير المسار يُجبرني قلبي على الالتفات }
{ و لم تكن حبيباً بل عائلة حاولتَ جاهداً تكوينها من أجلي }
_____



الفصل السابع و العشرون  بعنوان
[ هدية عيد الميلاد ]


[ " لقد وعدنا بَعضنا أن تكون هذه إحدى الطرق التي سأتواصل بها معك لو لم أستطع التحدث ، لذا أرجو أن تكون لغة العناق هذه أوصلت لكِ الكلمات التي لا أستطيع التعبير عنها " .

حاولتُ تمالك نفسي بقدر ما أستطيع ، لا يمكنني أن أجعل كلماته تَصِلُني ؛ لأن ما أن يسمعها قلبي سيضعفُ حتماً و قد أتراجع حينها ، و ما هي إِلَّا لحظات حتى وقع ما أخشاه ... كلماته !

" كل ما أريده ألّا أراكِ مُتأذية مجدداً ، حتى لو التفتي و تركتني خلفك ، لو لم تريدي التحدث معي بعد الآن ، حينها سأقبل بأي شيء إلا أن تُغادريني متألمة ، لأنّي لن أستطيع لحاقك و عناقك هكذا ، لأنّي ما زلتُ غير حر لأفعل ذلك ، لذا لا أريد أن تتأذي أو تُؤذي من حولك " ألقى كلماته على مسامعي بعدما قرّب شفتيه من أُذناي ، و ذلك الهمس كان سيفقدني صوابي عاجلاً أم آجلاً ، لذا دفعته للوراء ببطئ و نظرتُ في نقطة ضُعفي .... عيناه .

أسقطتُّ ناظراي للأسفل ، و قد كانت ما بين النظر له و القلق من الضُّعف في فعل ذلك ، لم يكن بإمكاني الإجابة أو قول شيء له ، لِتتحرك قدمايّ دون تفكير للخلف و تذهب بعيداً عنه ، مُتوجهةً على الفور نحو دورة المياه .

فتحتُ الصنبور لِأدع المياه تتدفق و أمد أصابع يدي اليسرى أسفل ذلك الشلال الصغير ، لعلّ صوته يُغطّي على الضجّة الموجودة في رأسي ؛ لأنّي لم أعد أتحمل كلماته ، فإذا بقي على هذا المنوال سأضعف و أخْذِل دانييل حتماً .

نظرتُ عبر المرآة و كل ما حدث عاد لِذاكرتي ، لِأتسائل مجدداً كيف له أن يفهمني و يفهم ما أحتجته دوماً ، لطالما تمنيت أن يطلب منّي والديّ قراءة مفكرتي ، لطالما أردت شخصاً أن يمنعني من إيذاء نفسي و أذية الآخرين ، لأنه إن وجد شخصٌ مثله في ذلك الوقت لم يكن حدث ما حدث .

و الأسوء أن دماغي بدأ يُعيد تلك الذكرى التي حاولت نسيانها و كلام تلك الفتاة الذي عاد يرن في رأسي ،

' عَلَيْكِ إيذائها كما فعلت ' .

هززتُّ رأسي للجهتين و أغمضتُ عينايّ قليلاً حتى أُصفي الأفكار التي تعتريني ، و أنسى ما تذكرته للتو ، و الأهم الآن أنّ لا أحد أجبرني على مساعدته ، و سأكون فتاة وضيعة اذا توقفت في منتصف الطريق ؛ فبما أَنِّي أعطيته أملاً يجب أن أُمهد طريقاً حتى النهاية .

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن