..[52]..

29.7K 2.2K 3K
                                    

{ ما إن يرى القلبُ ذلك الشخص تُصبحُ كل الحواس لا تستشعر غيره أو ترغبُ بأحدٍ سواه }
{ سأتفهمُ كل أسبابك، لكن أخبريني كيف أُفهمُ نفسي أنكِ ابتعدتِ عنها لأنها لم تعد على قيد الحياة }
{ يُعاتبونني عندما أُدافع بالكلام عمَّا أُحب بحججٍ سخيفة دوماً. و أنا أقول لهم إذاً لما لنا لسانٌ و جوارح إن لم نُعلن للسلام و بقينا نغضّ أنظارنا عن الزاوية الحالكة؛ فَحينها سيأتي دورنا قائلين يا ليتَ كُنَّا و لم نكن }
{ إن سرنا بحذر خسرنا الفُرص، و إن سرنا باستعجال خسرنا كل شيء }
_____





ملاحظات مهمة :

* ... أولاً : في الفصل 40 قُمتُ بتعديل بعض الأخطاء أهمها أن والدة لاتويا في عمر ال 36 و ليس في ال 32، مع بعض التعديلات الأخرى.

* ... ثانياً :  لا يوجد شيء مهم سوى أنِّي اشتقت لكم🌸








الفصل الثاني و الخمسون  بعنوان
[ نُواحُ ذكرى ؟ ]


« من وجهة نظر الكاتبة »





اعترافُ لاتويا في هذا الموقف بالذات كان إلياس شاكراً له، كونهُ احتاج أحداً ما لِيستمعَ لتلك الأصوات التي تكاثرتْ لسنواتٍ في داخله، و مع الزمن الطويل تحولت لأصنامٍ أحاطتْ سرادقَ قَلبه. لم يستطع شخصٌ أن يُلامسَهُ سوى كيندال مُتجاوزةً تلك الحجارة، و مُربّتةً فوق نبضاتهِ كطفلٍ صغيرٍ احتاج من يفعلُ لَهُ ذلك كي ينام بسلامٍ لم يعهدهُ منذ سنين قاحلة. ما الذي جعلهُ يصل إلى كل هذا، و من قادهُ ليكون ما هو عليه الآن، بجانبِ عدم استطاعتهِ لِإيذاء هذه الفتاة الصغيرة أو جعلَها تبكي، قررَ إخبارها بكل شيء - لِعجزه في إيصال الكلام لكيندال - حيثُ وجدها الشخص المناسب ليفعل ذلك، فما فعلته لاتويا لهما سيُقدِّرَانِه لآخر نفَسٍ يأخُذانه، حيث يغرقُ دون نجاة .

لم يكن بادياً على إلياس إمارات التفاجُئ لما قالته له، بل قابلها بابتسامةٍ عبَّرت عن مدى استلطافهِ و إعجابه بها، كي يُجيبها لاحقاً " و لي طلبٌ في مقابل الإجابة على اعترافك ... و هو أن تستمعي لذلك الماضي الذي لم أُخبره لأحد، و لا تعرفُ به كيندال " .

بدتْ لاتويا ضائعةً مُتلبِّكةً زائغة أكثرَ من لحظةِ اعترافها له، و لم تجد شيئاً لتقوله أو تردّ عليه به. و حتى لا يُشعرها إلياس بعدم الارتياح لفترةٍ أطول؛ ربَّتُ على المقعد كي تجلس بِجانبه، و ما كادت أن تفعل حتى أمالَ بجسدهِ للأمام و اتكأ بمعصميهِ فوق رُكبتيهِ كي يُشرعَ بحديثٍ طويلٍ كانت فيه لاتويا مُنصتةً بتركيز دون أي مُقاطعة منها، و هذا ما جعلَ إلياس مُمتناً لها للمرة المائة حتى الآن .

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن