..[59]..

16.4K 1.6K 548
                                    

{تلك اللحظات التي نتمنى إيقافها هي من تسير بومضةٍ نكاد لا نشعر بها، بما أنَّ مصير الثلج ما زال في ذوبانه و الورقة في سقوطها}
{في اللحظة التي نبدأُ فيها بالبحث عن الكمال، يضيعُ جزءٌ ما بداخلنا}
{ أتوق لتذكر تلك التفاصيل التي ملأتها، لكنك كنت كما خشيت؛ حينما  تواريت و تلاشيت كحلمٍ تبددت ملامحه بعد فتح عينيّ }
{قد يُنهي ذلك الضجيج مجرد سماع صوتك الذي هَدْهدَ روحي... فأنت أصبحتَ تهويدتي الوحيدة}
_____








‎الفصل التاسع و الخمسون بعنوان
‎ [ روحٌ نائمة أم متألمة؟ ]

‎« من وجهة نظر الكاتبة »







في أحد ردهات المشفى، اقتربت خطواتٌ نحو أحد الغرف المستضيفة لصديقتها بعد تلك الليلة الماطرة التي ستُجسّد الحزن لسنين طويلة مُذكّرة إيَّاها كيف سُرق منها والدها، مُمسكةً بمقبض الباب كي تسحبه جانباً بمقدار ضئيل لكن صوتُ آيْدِنْ الآتي من الداخل جعلها تسترق السمع على محادثتهما بدلاً من ذلك.

"لقد أخبرتك أنِّي لا أُريد رؤيتك هنا" صوتُها كان ما زال مُرهقاً و ضعيفاً، كأنه على وشك التحطم لملايين الأجزاء إن تحدثت أكثر بهذه النبرة الواهنة، ليذكرها صوت كيندال بحالتها بعد استيقاظها في المشفى و التي ما زالت غير قادرة على نسيانه، فقد كان مؤلم بِشدّة بالنسبة لها رؤية صديقتها هكذا لِدرجة ودّت أن تأخذ ذلك الألم كله عنها لو كان باستطاعتها فعلها، فبالرغم من مرور يومين على الحادثة إلَّا أن كيندال كانت تبدو أضعف في كل صباح، و ما تلبث أن تنهار مُجدداً بعد أن تستوعب ما يجري و أنها حقاً لن ترى والدها بعد الآن.

ما أخرج أَلِسْ من تفكيرها صراخ كيندال بحدّة على آيْدِنْ عندما أخبرها أنه سيعود مُجدداً بعد أن تهدأ، فهو لم يفهم الإشارة التي ترغب كيندال أن تُعطيه إيَّاها. لا أحد يعلم بأي طريقة يجب أن تصل إليه الحقيقة أو كيف سيخبرونه، فمجيئه يجعل كيندال تتذكر والدته التي أوصلت عائلتها لكل هذا و كيف فقدت والدها في خضم الأمور كلها، مع كل الضغوط و الأمور الجنونية أنّى لها أن تستقبله و كأنَّ لا شيء قد حصل؟

أرادت أَلِسْ أن تتدخل لو بقي آيْدِنْ مُعانداً لكنه تركَ باقة الورد التي جلبها بجانب سرير كيندال و خرج على الفور دون أن يتلفظ بشيء، حتى أنه لم ينتبه على وجود أَلِسْ التي كانت تَقِفُ بجانب الباب، فقد كانت عينيه ملازمة للأرضية، سائراً بخطى سريعة نحو نهاية الرواق دون أن يلتفت للوراء.

نظرت أَلِسْ بِعينين حزينتين عبر النافذة الزجاجية نحو كيندال التي طأطأتْ رأسها و بدأت بالبكاء مُجدداً، متحسحسةً أوبار الجمال المتساقطة من عينيها، و متراجعة عن الدخول و هي بهذه الحالة، لهذا بقيت تنظر لها دون أن تهدأ مُطلقاً، بل شهقاتٌ بدأت تتسربُ شيئاً فَشيئاً محاولة أن تمنعها من الخروج كون الأمر كان فوق طاقتها.

وَ كَأنَّها مَنسِيَّة - يوميات طبيبة نفسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن