المحاق.

Part 27

* الوداع الأخير ~

# نور 

في زاوية المدرسة الخلفية البعيدة عن انظار الكل ، انزوى قيس بنور و عيونها الجميلة الواسعة برموشها الكثيفة تناظر فيه بحزن و داخلها ألف سؤال و سؤال.

قيس يبتسم : يلا قولي حبيبتي

نور : احكي لي كل شي

قيس يستغبي : عن ايش ؟

نور : عن ايش يعني ؟ قيس لا تستغبي ، عن شهد أكيد ..

قيس توسعت ابتسامتة و نزل راسه يضحك بدون صوت و كتوفه العريضة تهتز بخفه  ! و تنتهي ضحكته المكتومة بشهيق طويل يساعده على الاستمرار.

- نور حست ان قلبها بدأ يوخزها و القهر ينتشر فيه ببطئ -

نور بكل جدية : قلت شي يضحك ؟

- قيس يرفع راسه و يمسح ذقنه بأصابعه و هو يشتت نظرته لبعيد و يحاول يسيطر على ضحكته لا تبدأ من جديد -

قيس يثبت نظره عليها و ابتسامته المشرقة لسه على شفايفه : وش اقول لك بالضبط ؟

نور بدأت تفقد اعصابها : ابي الحقيقة و كل الحقيقة و الحين

قيس : فرت راسك عليّ شهد ؟

نور : محد يقدر يفر راسي على أحد و انت عارف بهالشي زين !!

قيس يهز راسه : لا ما أعرف

نور نبرتها صارت أعلى : الا تعرف !!

قيس تكتف بهدوء : كل اللي أعرفه ان اختك تكرهني و مستعدة تسوي اي شي عشان تفرقنا

نور صوتها بدأ يرتجف و بعصبية نطقت : ما تعرف ان الكل يتكلم عن ابوي و يسبه و يشتمه و يلعنه و أنا للحين ما أقدر اكرهه ؟ و تقول اختي تقدر تفر راسي عليك ؟ ..

- قيس يطلع الأرض و هو باقي متكتف -

نور تكمل برجفه : انا ما قدرت أكره شخص ما عرفته ولا شفته بحياتي كيف تتوقع اني ممكن أكرهك أو احد يقدر يفر راسي عليك و أنا احبك و اعشقك و أعيش كل يوم على حِسك حولي ؟

- قيس سكت و ضل جامد مكانه -

نور رجعت نبرتها تهدأ : و الحين أنا أحتاج الحقيقة قيس ، جيتك أسمع منك قبل ما أحكم  ..

قيس ناظرها : تحكمين بـ ايش ؟

نور تبلع ريقها و نطقت بصعوبة : اما نستمر .. او نفترق ..