٣⇜فُقدان

1.7K 193 83
                                    

ما بيّن الإبيضِ والأسودِ رماديّ
وما بيّن الجنونِ والعقبريّة شعرة
الأمرُ نفسهُ ينطبقُ على الكبرياءِ والثقةِ بالنفس
والشجاعةِ والتهور
أنا الأن
أقفُ في الوسط

كانتِ الساعةُ الرابعةُ فجراً، وكان هوَ يبحثُ بجنونٍ عن أي آلةٍ حادة كالشفرةِ الموجودةِ لدى غرفته التي تقبعُ في المنزلِ الآخر
والذي كانَ يبعدُ بضعةَ أميّال

بغتةً، تذكرَ وجودَ سكينٍ في المطبخِ وَ لعنَ غباءه.
هروَلَ نحوَ السكينةِ التي كانت في إحدى الأدراجِ مع صديقاتها، حملها بيّن يداه بعدَ أن غسلَها وهروَلَ عائداً إلى الحمام

مضى الكثيرُ من الوقتِ على آخرِ مرةٍ أتى بها إلى هنا، إلى منزلهِ الثاني، المُتخفي عن الأنظار
والذي يقعُ في منطقةٍ شبهِ نائيَة
لذا قد عذرَ ذاكرتهُ

استلقى داخلَ حوضِ الإستحمامِ بعدَ خلعهِ لجميعِ ملابِسه، تذكرَ هوايته في الرسم على الورق
ماذا عن هوايةِ الرسمِ على جلدهِ إذًا؟

أمسكَ السكينَ وبـلهفة، بدأ بِـرسمِ خطوطٍ عشوائيةٍ على فخذهِ الأيمن، إما يجددُ ندوبًا قد اندثرت أو يصنعُ أُخرى جديدة
استلذَ بالألمِ اللاسعِ المنتشرِ على بشرتهِ المُتهيّجة وَ كأنهُ مدمنُ مُخدراتٍ يحقنُ نفسهُ بالإبرة
بحثَ عن دموعٍ في محجرهِ جراء ما يفعله، لكنّ مدامعهُ كانت جافةً كالصحراءِ القاحلة
كَـغيّمةٍ غادرها المطر، أو كـزهرةٍ ذابِلة
صكّ أسنانهُ ببعضها، غارسًا السكينةَ لتخترقَ جلده
تأوهَ مُتألِماً، رغمَ ذلكَ مشاعرهُ لا تتحرك!

لا غصةَ مؤلِمة و لا لهيباً في العيون
فقط شعورُ ألمٍ يجوبُ عميقًا في داخله
شعورٌ يعشقُ الإختفاء

توّقفَ عندما أصبحَ لونُ الماء تحتهُ أحمرًا، تحاملَ على نفسهِ واستندَ على الحائطِ حتى لا يفقدَ الوعي

لّفَ فخذهُ الدامي بِـشاشٍ سميك قد أحضرهُ مُسبقًا وارتدى ملابسًا غامقة، لإخفاء أي دماءٍ قد تتسربُ من الجروحِ الحديثة
تمددَ مجددًا وقد تخلصَ من الشعورِ الذي كان يرواده، واستبدلهُ بـالراحةِ التامة
ابتسمَ بينما يغمضُ عيناهُ، وما خلفَ الابتسامةِ سوا ألفُ انكسارةَ وانكسارة
لكنّهُ ولأولِ مرةٍ فكر...
لمَ يؤذي قيثارته؟

حينها فجاءةً فقط
ظهرت لانا في الصورة

++++++

يسترقُ النظرَ كسارقٍ ينتظرُ أخذَ تحفتهِ الذهبيةَ بفارغِ الصبر أو كَـمن يحدُقُ بِـفاكهةٍ محرمة
وَ بعيّنين فضولية..
نكزَ ليسا من كتِفها وَ همس
"هيّ! ليسا"

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن