٢٢⇜إنفجار!

898 126 71
                                    

أيّتها الحياةُ لمَ الضغينة؟
أنا مجردُ ثقبَ اسودَ بيّن الكثيرِ منَ النجوم
ما المميّزُ فيّ؟ كيّ تستمتعي بِـأذيّتي.
هل أنا هديّةٌ مقدسةٌ لتجليبها للموت؟
أم روحٌ تالفةٌ تتوقُ لُِتِفارِقكِ؟

قبل عاميّن ونصف..

يجلسُ على إحدى الكراسي خلفَ القُضبان،
اللون البنفسجيّ يطغى على اسفلِ عينهِ اليُمنى
بجانبِ شفتيه كدمةٌ قُرمزيّة، وهنالكَ بقايا دمٍ جافة عالقةٍ بِفتحةِ أنفه

سمعَ صوتَ قرقعةِ مفاتيح، ثمّ ظهرَ أحدُ رجالِ الشرطةِ

ابتسمَ بجانبيّة وقال:

"انتَ مَحظوظٌ لأنّ اباكَ دفع الكفالة،
كنت ستبيت هنا اليوم"
هسهسَ الرجلُ بِـشتائمِ متعددة لجيلِ المراهقين، وأدخل مفتاحهُ مستعدًا لتحريرِ السجينِ الذي يقفُ أمامه

بعد أن فتحَ القفل، حرّكَ القضبان جانبًِا لِـيخرجَ تايهيونغ منها ببطء
تَبِعَ الرجلَ بينَ الممرات الضيقة، متحاشيًّا النظر إلى القضبانِ التي تحاصرهُ يمنةً ويسرة

حينما قابلَ والدهُ مشيّا نحوَ سيارةِ الكاديلاك السوداء،
"جين، تحرك"

طلبَ من السائِق بِـعصبيّة، قد لاحظّ تايهيونغ كيّفَ كان يقبضُ على يديهِ بإحكام كمن يكبحُ نفسهُ عن إرتكابِ  جريمة، توقفت السيارة، ونزلَا منها

فُتِحَ بابُ المنزل، لتهرعَ أمُه وتحتضنهُ بقلق
"تايهيونغ!، هل أنت بخير---"

اُستبدلت كلماتها بشهقةٍ مصدومة حينما سقط ابنها على الأرضِ، حزامُ زوجها يهطلُ عليّهِ كجمراتٍ مُحترِقة

"أنت عار!، لا تستطيعُ أن تسيطرَ على نفسكَ
أيّها اللقيط؟!"
عروق جبينهِ كانت بارزة،
وَ عيناهُ متوسعةٌ بغضبٍ عارِم

تكوّرَ تايهيونغ على نفسه، في محاولةٍ لحمايّة جسدهِ من ضرباتِ والدهِ المُتتاليّه
لكنه لم يستطع حمايّةَ قلبهِ من الكلماتِ اللاذِعة التي ألقاها، كانَت تؤلمُ أكثرَ منَ الحزامِ نفسه

"ليتني لم أوافق على قرارِ جدكَ وقتلتك!
لم يكن من المُفترضِ أن تعيش
أنتَ خطأٌ فادِح"
بصقَ أحرفهُ التي غدت وسمةً على جسدِ طريحِ الأرض
غدت صدىً  لا ينفكُ يتكرر في إذنه
كاللعنة

استمعَ لبكاءِ والدِته، وخطواتِ أبيهِ الغاضبة
صوتُ أنفاسهِ المُرتجفة،
وصوتُ تهشمِ قلبهِ الذي أصبحَ حطامًا

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن