٢٨⇜بَحر

800 121 47
                                    

لا شيء اسوءَ منَ خذلان عزيزٍ عليّك..
إنهُ أشبهُ بأن يدكَ اليمنى أصبحت فجاءةً
من يمسكُ السكين التي تطعنك

وكأن أعينك تراقبكَ تسقطُ من الهاوية
لكنها حتى لا تتكلفُ إسالةَ دمعةً واحدةً لِـرثائك

إنه مؤلم، لكنه في نفسِ الوقت..
صادِم

كانَ تايهيونغ ينقادُ إلى الحديقةِ بعدَ جلسته معَ طبيبتهِ النفسيّة..
أصبحَ تقبلّها أسهلًا  كما أنهُ يجدُ الوقتَ معها فرصةً للتذمرِ بشأن العلاجِ الطبيعي المؤلم، الذي يذكرهُ بكم جسدهُ ضعيفٌ وغيرُ قادرٍ على فعلِ ابسطِ الحركاتِ ألّا وهيّ المشيّ

لقد كانت الطبيبةُ ريتا تبتسمُ كثيرًا اليوم،
تسائل عن السبب..
لأنها كانت دائمًا ذات نظراتٍ حادّة قليلًا، و تعابيرِ وجهٍ كسولةِ بالكادِ تتغير

"تايهيونغ!"
شعرَ بجسدٍ يثبُ فوقه، ثمّ بِـأيدي صغيرة تطوق رقبتهُ وتحضنه بعنف

علِمَ سريعًا لمن هذا الجسد، فارتسمت ابتسامةٌ على شفتيّه، لم تلبث إلّا أن توسعت

سمعَ توبيخات أمهُ لتايون التي كانت تجلسُ في حجره، حيثُ أنها لا يجبُ أن تتعامل معهُ بهذه الطريقة الحركيّة والعنيفةِ مراعاةً لِـحالتِه

قفزت سريعًا لتقفَ أمامه ونظرت بتفاجؤ لما يجلسُ عليه:
"هل هذا كرسيّ متحرك؟"

صفقت فرِحةٍ بيديها:
"هذا يعني بأنهُ يمكننا ان نلعب بهِ سويًّا!"

ابتسم كرةً أُخرى، بساطةُ الأطفالِ دائمًا تجعلُ المشاكل تبدو سهلةُ الحلّ

"لا يمكنك، ماذا إذا وقعَ وَ تأذى؟"
قالت أمهُ بحزم، عاقدةً يديها ضد صدرها
بدا واضحًا بأنها قد اصدرت قرارها الأخير

"أمي، هل نسيتي بأنني لستُ طفلًا
ونحنُ لن نقودُ على طريقِ وعرة!"
تدخلَ تايهيونغ سريعًا عندما رأى بأن شفتا تايون بدأتا بالتقوس إلى الأسفل

ارتخت ذراعا الأمِ القلقة واومأت بهدوء، لكن مع تحذيرات متواصلة لتايون بعدمِ وضعَ كاملِ ثقلها على أخيها المُقعَد

عندما بقيّا لوحدهما، لمحَ تايهيونغ أعيّنًا زرقاء مُتسائلةً  تحدقُ بهما

تنبه سريعًا، ونادى عندما لاحظ اختفاء الأعين:
"هيّ كاسبر!، تعال والعب معنا!"

ظهرِ جسدٌ من وراءِ العمودُ الذي يرتكزُ عليه السقف،
صنعَ جاسبر دوائرًا تخيليه بقدمهِ بينما يتحدث بحرجٍ طفيف:
"لقد كنت ذاهبًا إلى الغرفة و..."

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن