٣٦⇜جُرم؟

677 98 12
                                    

لا تقطع أجنحتكَ لأنهم لا يريدون منكَ الطيران
لا تجعلُ الأخرين يرسمون لوحتك ويعكرون ألوانك

كُن أنت
أبقَ كما أنت
لأن البقاء كصخرةٍ وحيدة أفضلُ من التحولِ لصلصالٍ لا يعرفُ معنى شيءٍ يُسمى بِـ"الهوية" 

لم يكن حادثُ الموت في المشفى حدثًا صاعِقًا لمن يعملُ فيه
إذ أنه من أكثر الأماكنِ شيوعًا أن يفقد المرء فيها روحه

لكنهُ بالتأكيدِ كارثةٌ على أحباءِ الفقيدِ ومن يهتمون لأمره
وهذا ما تأكدَ منهُ تايهيونغ عندما مرّ بجانبِ قسمِ الأورامِ السرطانيّة باحثًا عن جاسبرِ الذي يلعبُ بالتأكيد مع أحدِ الأطفالِ المرضى هناك

رأى عائلةً مكونةً من أم وأب وفتىً يبدو في الحاديّةِ عشر، كانتِ الأمُ منهارةً تمامًا وتنوحُ بصوتٍ عالٍ لدرجةِ أن صداه قد ملأ الجدران
الأبُ يذرفُ دموعًا صامتة والابن يعانقُ أباه بينما يبكي مغمضًا لعينيه

"لقد ماتت ابنتهما"
همست لهُ إحدى الممرضاتِ بأعين تلمعُ بالدموع،كان هنالك مجموعةً منهن تقفُ بينما يحاولن تهدئة الأم لكن عبثًا

التقطت عيناهُ كايتي، كانتُ تقفُ على يسارهِ وتنظرُ إلى المشهدِ الفاطرِ للقلبِ بأعين لا توحي بأيّ مشاعرَ تعاطف
كانت تبتسم ابتسامةً مرعبة

"عذرًا، هل اسم الطفلةِ بأي صدفة يكون أيميلي؟"
سأل، عيناه لا تنزحانِ عنها وقلبهُ يضربُ بعنف في قفصهِ الصدري

"نعم، إسمها إيميلي وهيّ في التاسعة"
ردت الممرضةُ ثمّ هرولت لتلتقط الأم فاقدةَ الوعي
عندما أعادَ نظرهُ ناحية كايتي، لم تكن موجودة!

بدأ يتلفتُ حولهُ بجنون بحثًا عنها لكنها اختفت كذرةِ غبار
تراجعَ ببطء وأوصالهُ ترتعد وقد أصابتهُ قشعريرةٌ احتلت جسدهُ كامِلًا

لقد قالت كايتي لهُ بأن الطفلةُ سترتاح
قالت بأن لا فائدةَ من علاجها
هل؟-----

+++

دخلَ ذو الشعرِ البني الأجعد الغرفةَ لِيجدَ جسدًا مكومًا تحت أغطية السرير
قطّب حاجباهُ ونكز الكتلةَ المغطاة لتنتفض ويتدحرجُ الجسد مصطدِمًا بالأرض

قهقه جاسبر بصوتهِ حادِ الطبقة لكنَ ضحكاتهُ بهتت عندما رأى وجهَ تايهيونغ الذي سحبتُ منهُ الألوانُ وعيناهُ الجاحضتين

"تايبونغ؟ ما بك تبدو وكأنك ستتبول على نفسكَ في أيةِ ثانية، لحظة هل قمت بذلكَ-----"
قاطع تفقدهُ للسريرِ يدُ صاحبهِ التي امتدت لتسحبهُ وتجعلهُ مقابلًا له

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن