٣٠⇜ظُلمة

777 118 24
                                    

الغرقُ في الظلامِ شيءٌ شنيع
حيثُ أنك لا تميّزُ ما أصبحت عليه

ثقتكَ في نفسك ومن حولكَ تضيعُ في أعماقه..

تصبحُ كائنًا لا تعرفُ ماهيته
مجردُ غموضٍ سيء
لا يحثُ الروحَ على الأكتشاف.

...

مرّت ثلاثةُ اشهرٍ ونصف على مجيئ تايون،
تسجلت في مدرسةٍ قريبةِ من المشفى كونها كانت تقضي أغلب وقتها فيه

جاسبر تقبلها كما فعلَ مع شريكِ غرفته، أصبحَ يتحدثُ كثيرًا عن نفسه وَ يقللّ السخريةَ من حالهِ ونفسهِ قدرَ المستطاع

عرفَ تايهيونغ الكثيرَ عنه، مما جعل المودة بينهما تتضاعف مع الوقت على شكلِ صداقة

استطاعَ تحريكَ ساقيّهِ المتصلبتين أخيرًا، الندبات أصبحت بالكادِ ترى وقد قامَ باستبدال الكرسيّ المتحركِ بمشّايَة رباعيةِ الأرجل يتكئ عليها لمساعدةِ قدميّه الضعفيتين على المشي من جديد

لكن الأمورَ الجيدة تصحبُ معها دائِمًا شيئًا من السوء، كَالحرارةِ الحارقةِ التي تأتي بعدَ منظرِ شروقِ الشمسِ الجميل أثناء فصلِ الصيف

كان جسدُ تايهيونغ يفقدُ السيطرةَ بتأثيرِ الإدوية،
الأعراضُ التي تكلّم عنها الطبيبُ
أصابتهُ بلا شك

قرحةِ المعدة، طنينٌ في الآذان، دوخة
ميولٌ انتحاريّة -رغمَ تحسن الوضع- وَ فقدانٌ واضحٌ للوزن، و القائمةُ تطول..

في أحسنِ الأيام،
قد يتمكن من الأكلِ وعدمِ التقيء دمًا بعدَ ذلك
غالبًا ما يوقفُ جاسبر عن الحديثِ بسببِ طنينٍ مفاجئ، تركيزهُ أصبحَ منحدرًا
وساعات نومهِ تطول

عظامُ وجنتيّه اظهرت نفسها وَ أصبحَ يتجنبُ اتصالات الفيديو التي يقترحها اصدقائه، لا يريدُ إن يروه في هذهِ الحالة فَيضطرُ لاحقًِا للتأكيدِ على أنه سيهتم بصحته

هو لا يهتم بها فحسب، أنهُ يركضُ وراءها وَ قد اهلكهُ تمني رجوعها

قد حانت الإختبارات النهائية، وبعدها سيدخلُ اصدقائهُ الجامعة ويصبحونَ اشخاصًا راشدين مسؤولين عن أنفسهم
ما عداه هو
سيبقى عالةً على غيره
مجرد خطاء...

"تايهيونغ.."
اقترب جاسبر منهُ وحدقّ به
كانت تحديقاتهُ تخلو من الفضول المعتادِ بل ملأها القلق على حالِ صديقهِ الممدد بِـخمول

همهم، ورفعَ عيناه إلى حيث يقف
كان شعرُ الراقدِ على السريرِ قد غطى نصفَ وجهه الذي لشدةِ نحفه كاد يختفي
محاجرُ عينيه قد برزت ومقلتاهُ باهتتان كأنما قررتا التخلي عن الحياة والموت يُرى في بؤبؤهِ بالغَ السواد

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن