٣٢⇜بعثَرة

759 114 42
                                    

إنني ممتلئ.
بأشياءٍ لا يجب أن تشغلني

أبالغُ في تفسيرَ أبسط رداتِ الفعل
بينما أتجاهل ما قد يطيحُ بي في الهاوية

أعطي ذرة غبارٍ جلّ إهتمامي..
و أصمّ أذاني عن صوت الإنهيار الذي يندفع نحوي

...

جاءت أمهُ لتزورهُ اليوم
لكنها لم تكن وحيدة..

كان يرافقها رجلٌ فارعُ الطول
بشعرٍ بنيّ ناعمٍ وكثيف، وأعين زرقاء تشعُ بالحكمة

لم يشعر تايهيونغ إتجاهه بشيء في بادئ الأمرِ سوا الإستغرابِ لوجوده مع أمه

"مرحبًا"
همست بها بينما تعتصرهُ في إحضانها
بدت متوترة

"عزيزي، أودّ منك أن تتعرف على السيدِ راڤيرا..."
بدأت بتعريفه للرجلِ الغريب، لكن الأخير قاطعها بلطف
:
"لايزلا، أرجوكِ فقط جون"

كان صوته دافئًا وحنونًا، لكنّ تايهيونغ تغاضى عن ذلك وركّز في الإحمرار الطفيف على وجنتيّ والدته بالإضافةِ إلى ابتسامتها الواسعة التي كانت تبدو..
سعيدة للغاية؟

"نعم صحيح، هذا جون وهو صديقٌ عزيز عليّ
لقد قدم اليومَ لرؤيتك وهو يعملُ على توريدِ الأدويةِ إلى المشفى"
أكملت حديثها وَ تشابكت يدها مع خاصةِ المدعو بِـجون

هنالكَ شيء يحومُ حولهما وهو أكيدٌ من ذلك
لكنه لا يعرفُ ما هوَ بالضبط.

"وما مناسبة الزيارةِ يا سيد ڤيريرا؟"
حدقّ بالرجلِ الواقفِ أمامه، ينتظرُ إجابةً شافية

اتسعت ابتسامةُ جون وقال:
"لقد كانت لايزلا تتحدثُ عنك كثيرًا!
وقد أصابني حماسٌ كبير لمعرِفتك"

ضيّق عيناهُ بِـشك،
لو كان شخصًا طبيعيًا لتمكن من رؤية صدقِ نظراتِ السيدِ ڤيريرا لأمهِ التي تقفُ بجانبه

لكن تايهيونغ لم يرَ سوا شخصٍ يحاولُ سرقةَ شيئٍ غالٍ عليه، فقبضَ على قماشَ ملائته بنفور، يوحي لهُ بأنه لن يسمح بذلك أبدًا

جعلَ الجو المتوترُ مدة الزيارةِ أقصر بكثير
ورغمَ أن أمه انفردت بهِ وأنبأتهُ أن السيد ليس إلا مجردَ صديق... لكنهُ لم يرتح أبدًا

لقد سلبَ المرضُ منهُ الكثير، لكنه لم يسلب قدرته على التنبؤ بما يبدو بأنه قد حصل مسبقًا
لن يكذب ويقولَ بأن لمعان عينيّ أمه لم يرضهِ ولو قليلًا
لكن الخوفُ في داخله كان قد بدأ يتسلل إلى عقله ويسيطرُ عليه

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن