١٩⇜ظهور

912 121 37
                                    

الخطأُ ملتصقٌ بالبشرِ
كما تتأصلُ الزرقةُ في البحر
لكنّهم يبقونَ شفافين ونقيين
حينما تلقي نظرةً عن كثب

الهروب
وسيلةٌ دفاعيّة وبدائيّة في آن واحد
لأنهُ حينما تقعُ في مصيبة، أول ما ستتمناهُ هوَ أن تختفي، أو أن تقع في إحدى شقوقِ الأرض
بدلًا من أن تواجهها

حينما تجدُ من يلاحقك، ستندفعُ غريزتكَ بالفطرة ويأمرُ عقلكَ خلايا ساقيّكَ العصبيّة والعضليّة بالتحرك

هذا ما اندفعَ إلى عقلِ تشانيول، حينما وجدَ نفسهُ مُلاحقًا من قبلِ تايهيونغ
أقادمهُ ضدّ عجلاتِ سيارةِ الفيراري
وبالطبعِ خسرَت قدماه

تقلّب على الأرضِ القاسيّة وانخدشَ كتفهُ وباطنُ كفهِ بسببِ حجرةٍ صغيرة، جعلتهُ يهوي بكاملِ ثقله

لعن الحجرةَ في سِرِه، ولعنَ حظه
لعن كلّ شيء في الحياة
وأولها هو!

سمعَ صوتَ بابِ السيّارةِ يُفتح، وتلاقت أنظارهُ مع خاصةِ تايهيونغ المُتعجبة
"لمَ الهرب؟"

لقد كانَ سؤالًا محوريًّا في موقفٍ كهذا
لمَ؟، ببساطة لأنّ الاحتيالَ عدو الحقيقة
وصديقُ الكذب

لأن نجاح خطتهِ مقيّدٌ بأن تبقى خلفَ الكواليس
فلا تظهرُ الظلالُ على حقيقتها

"أنت لا تعلمُ شيئًا، دعني وشأني!"
دفعهُ عندما حاولَ الاقترابَ منهُ ورفعهُ عن الأرض
استقامَ مترِنحًا، واستطردَ بصوتٍ غليظ وَ خشن:
"تصرف وكأنكَ لم ترني!، انسَ ما حدث!"

لطالما اُعجِبَ بملامحِ المُفاجأة على وجوهِ من يظنونَ بأنهُ أخرس، عاجزُ اللسان
لكن النظراتُ في أعيّنِ تايهيونغ كانت خائبةً أكثرَ منها مُتفاجئة

لوهلةٍ فقط لم يصدق تايهيونغ ما رآه
ومضَ في عقلهِ صورةٌ واضحةٌ للفتى اللطيفِ الذي اعطاهُ عناقًا كبيرًا، والذي كان يبكي خوفًا على شقيقه

لقد كانَ شيئًا متناقِضًا تمامًا، صورةً مشوهةً عن ما كان قد صنعها وصدّقها

"لمَ؟، لمَ فعلتَ ذلك؟"
قالَ بيّنما يعقدُ حاجبيّه بِـألم
كانَ الموقفُ محيّرًا وَ غريبًا خاليًّا من المنطِق

التفتَ إليّه بأعيّن اتقدت حقدًِا غيرَ مبرر،
ضحكَ بسخريّة، وكأن من أمامهُ للتو سألَ أغبى سؤالٍ في العالم
"لأنّكم أيّها الأغنياء عليّكم دفعُ ضريبةِ الأموالِ التي تصرفونها بلا أدنى حسِاب!
عليّكم أن تحسوا بمرارةِ الإحتيّاج، وَ ألمِ الفقر!"

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن