١٠⇜أصدِقاء

1K 158 63
                                    

لا تتهربِ مني، يكفي نفسي التي تفعل
لا  تنكرِ وجودي، فأنا أُكافِحُ لِـأتواجد أمامكِ
أرجو ألٌا أكونَ ضيّفًا ثَقيلًا..
فأنا حتى لا استسيغُني!
ساخِر، صحيح؟

ثلاثةُ أيّام..
لانا لم تنطق بكلمةٍ إلّا ما قالتهُ عندما رأتهُ في ذلك اليوم

يتذكرُ عندما اقتربت منهُ ورفعت سبابتها في وجههِ مُحذِرة
قالت بحزمٍ وقد توسعّت عيناه:
"أياكَ أن يعلمَ أحدهم بأنني أعيشُ هنا كيم تايهيونغ!"

أصبحَ يشكُ بأنّهُ غدا غيرَ مرئيًّا بِـالنسبةِ لها، هيّ حتى لا تنظرُ إليّهِ بالخطأ
لا تأتي إلى المقهى كما كانت تفعلُ دائِمًا
حتى إن كانَ بِـنصفِ عقلٍ سيّعلمُ بأنّها تتجنبهُ بِـوضوح
وهذا ما جعلهُ يُفكر..
هل لانا تخجلُ من منزلها؟
أم هيّ فقط لا تثقُ بهِ إلى تلكَ الدرجة التي تخوّلها جعلهُ يعرفُ بمكانِ معشيتها؟

ضحكَ ساخِرًا، ربما معرفتهُ بالصدفة كانت الطريقةَ الوحيدة

حتى تايون المزعجة ما عادت تثرثرُ كما تفعلُ دائمًِا
لم يكن يعلم بأنّ تغيّرهُ يترتبُ عليّه اختلافُ جميعِ من حوله
لا أحدَ ينتظرُ إلى الأبد

+++

كان متوّجهًا نحوَ خزانتهِ حينما رآها تمشي بالإتجاهِ المُعاكسِ له، تلامسَ كتفه مع رقبتها، واشتمَ رائحةَ الڤانيليا المعتادة لها
التفتَ وراءهُ مراقبًا إياها بيّنما تمشي بعيدًا، وقررَ أن يتكلمَ أخيرًا

نادى بإسمها لكنّها لم تلتفِت، فما كانَ منهُ سوا أن يجذبها من مِعصمها النحيل، التفت أصابعهُ الطويلةُ حوله وسحبتها بلطفٍ ملتفةً للِإتجاهِ المُعاكِس،
ربما أثرت تلكَ الحركةُ بهِ اكثرَ مما فعلت بها 

ردتُ فِعلها فاجَأتهُ كثيرًا حيثُ حررت معصمها بسحبهِ بقوةٍ، بدت مستنكرةً لِفعلته
هسهست بِحنق:
"لا تلمسني!"

شعرَ بِـدفء ينتشرُ مِستحلًا وجنتيه، وَندم على ما فعلَ قبلَ قليل

وقفت أمامهُ لِـتقابله، رفعت رأسها وسألت بِـنبرةٍ تشبهُ الثلج:
"مالذي تريده؟"

تنهدَ وتراخت كتفاه، همسَ بلطف:
"هل يمكنني التحدثُ معكِ؟"

اومأت بعد تردد، وحثتهُ على الحديث:
"نعم، قل ما لديّك"

تلفت حولهُ فوَجدَ الممرَ فارِغًا تَقريبًا، لذا بدأ بالقول:
"لم فجاءةً أصبحتُ مجردَ كرسيًّا وطاولةٍ بِـالنسبةِ لك؟"

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن