٣٣⇜قتيل

694 99 40
                                    

لقد رضيتُ بالقليل
مع أنه غيرُ كافٍ

قبلتُ بالسجن،
مقابل النجاة
لكنني الأن اتسائل..

هل كان يقيني بأن الحياة حتى وإن لم تكن مستساغة يكفي؟
أم أني اخطئت في التقدير؟

...

فتحَ عيناهُ على صوتِ جاسبر الذي يطالبهُ بأن يستيقظ بطريقته الفضّة التي اعتادها

استقامَ بِـنصفهِ العلوي يرمقهُ بنفاذِ صبر
"ماذا؟!"

لم يمهله ذو الشعر البني وقتا لتعتاد عيناه على ضوء الشمس القادِم من النافذةِ ليسحبه معه نحوها

كاد تايهيونغ يصفع يدهُ لكنه توقفَ حالما رأى الجمعَ الغفير الذي يحتشد عندَ الحديقة
كانَ الاغلبُ من الأطباء الذين عرفهم من ثيابهم، وباقي الممرضات يعملن على إبعاد المرضى الفضوليين من المكان

فغر فاهه باتساع عندما رأى شعرًا ثلجيًّا ملطخًا بالدماء،
كانت اماندا الآن تستلقي بأعينها المفتوحة التي أصبحت الأن فارغةً من الحياة بالكامل

شعر برعشةً تسري في جميعِ كيانه عندما تمّ حملها على النقالةِ وتغطية جسدها بالكامل
"هل هي...."
صمت ليكمل عنه الواقفُ بجانبه بنبرةٍ كئيبة:
"نعم، ميتة"

لقد نفذت ما كانت تصبو إليهِ منذ مدة..
كما فعل هو منذُ فترة، لكن محاولتها نجحت.

أحسّ بيدِ جاسبر تربت على كتفهِ وتسحبه بعيدًا عن منظرِ الحديقة الخالية
إلّا من بقايا دماء أماندا

+++

في اليومِ التالي، كانَ تايهيونغ يتمشى بين أروقةِ المَشفى بينما يبحثُ عن صديقه الذي لم يرهَ منذُ أن تناولَ إفطاره
او بالأصح، حدّق فيه بلا شهية

"أماندا لم تنتحر"
توقفت قدماه ازاء سماعهِ صوتًا من الردهة المجاورة، كان قريبًا جدًا من مكتب السيد وايت لذا لا شخصَ هنا عداه هوَ والسكرتيرةُ ماجي التي كانت تأخذُ استراحةً لشربِ قهوتها الصباحية

"لقد ماتت جاسبر، آثارُ الضربِ المبرح واضحةٌ على جسدها"

استرقَ النظرَ ليرى السيد وايت بملامحٍ غاضبة ومضطربة، يقفُ أمام من كان يبحثُ عنه

ضلُ السيد ينتظرُ إجابة شافيةٍ من بنيّ الشعر، لكنه لم ينبس بحرف، لذا هسهس متابعًا:
"كان القاتل سوفُ يدفعها بكل بساطةٍ من على السطح، لكنهُ اختارَ أن يعذبها قبل أن يرميها.."

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن