٣٥⇜أسئِلة

682 100 31
                                    

لا تسأل أسئلةً لست مستعدًا لمعرفةِ إجابتها
لا تزح الضباب عن الغموضِ لمجردِ رغبتك في المعرفةِ

فَليس كلُ ما تم دفنه كنزًا
وليست كل الصناديقُ المغلقة تحوي ذهبًا

...

"تايهيونغ!"
اندفعت أمه إلى غرفته واحتضنت جسده حارصة على احكام ذراعيها حولهُ لدرجةٍ خانقة

توسعت عيناهُ مع احتياجه للهواء الذي قد نفذ منه تمامًا وحاولَ دفعها بلطف لتستجيب وَ تتراجع قليلًا لتتفقد معالمَ وجهه بقلق
"لقد علمتُ بِـشأن الفتاةِ المسكينة التي انتحرت وأتيت لأطمئن عليك"
ثم أطلقت تنهيدةً مرتاحة:
"حمدًا للهِ أنك بخير، لقد كنت مرعوبة"

ومن طرفِ عينه، استطاع لمحَ السيد فيريرا يقفُ عند مدخلِ البابِ بابتسامةٍ بسيطة

عقدت أمه حاجبيها باحثةً عن الكائن الآخر الذي تعرفهُ جيدًا بإسم جاسبر:
"أين صديقك؟ لم أره بالجوار ولا هنا؟"

توترَ وفتح فمه ليجيب لكن الكلمات أبت الخروج
لن يقولَ لها بالطبع أنه متهمٌ بقتلِ الفتاة التي ماتت قبل مدة ليست بالطويلة، لأنه أقل ما سيحدث..
أنها ستجن

"هل أصبحتِ محققةً فجأة يا لايزلا؟
إجعلي الفتى على راحته ولا تحاصريه بأسئلة لا لزوم لها إن جاسبر لن يتوه بالتأكيد في المشفى وسيعود قريبًا"

أنهى السيد جون كلامه ورسم إبتسامةً متلألِئة على وجهه لكنها متوترة قليلًا

رفعت حاجبًا ينمُ عن شكها ومع ذلك،
جعلت الأمر يمضي وبقيت معه بعضًا من الوقت قضياه في التحدث عن الكثير من الأشياء التي فاتته في الخارِج ولم يخلُ حديثهما من تدخلات السيد جون والتي لم تكن تضايقه كثيرًا،
او ربما كان فقط ممتنًا للكذبة التي القاها من أجله

والتي اقتنع كلاهما بإنها مجردُ كذبةٍ بيضاء

+++
راقبَ كايت بينما تضع أدويته أمامه
كانت هادئة وتحركاتها تشبهُ الروبوت بطريقةٍ غريبة وغير مريحة البتة

"هل ترعين أحدًا غيري؟"
تسائل بعدما ابتلع حبوبه ووضع الكأس جانبًا
لم يكن سؤاله بدافع الفضول مثل ما كان بسبب الملل الذي أصبح ينهش جسده بذهاب شريك غرفتهُ المزعج والذي كانَ يملئ الكثيرَ من وقته

ابتسمت ابتسامةً غريبة وقالت بصوتٍ أجش وعميق بعض الشيء:
"نعم، لدي مريضةًٌ أخرى أرعاها"

لاحظ الكرت الأزرق الذي يتدلى من جيب تنورتها لكنه لم يعلق، وتابع اسئلته:
"ما أسمها؟"

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن