١٦⇜استعادة

994 154 32
                                    

عندما كنتُ أنظرُ إلى نفسي في المرآة،
كنتُ آرى فجوة
لكن الآن بدأ الوردُ ينبتُ من باقياي المتعفنة
يتمردُ على الظروفُ ويشقُ طريقه، لأنهُ ملّ العتمة

لا أعلمُ كيّف، لكنني أعلمُ بأنني بدأتُ أعودُ إليّ

لستُ كامِلًا، لكنني أصبحتُ راضيًّا بالنقص.

كانَ تايهيونغ يقفُ أمامَ سيارةِ الفيراري الخضراء مُستعدًا للرحيلِ منَ المقهى حينما شعرَ بجسدٍ يقترب منه
ثمّ اشتمّ رائِحةِ عطرٍ نسائيّةٍ قويّة
تمتزجُ معها رائحةُ سجائر
وقد كانَ مزيجًا خانِقًا

أحسّ بأنفاسٍ تخترقُ خصوصيّتهُ باقترابهاِ من خلفِ أُذنه، ثمّ سمعَ صوتًا أنثويًّا:
"إذن...هل هذهِ سيّارتك؟"
كانَ الصوتُ مألوفًا لحدٍ ما، لكنّه لم يكن محببًا

اقشعرّ جسدهُ عندما لامست شفتاها جلدَه
ونفرَ مبتعدًا عنها
حينها فقط استطاعَ رؤيّة وجهها

"اوه، أنتِ الفتاةُ النادلة."
قامِ بحكّ المكانِ الذي لمستهُ فيه،
كانَ الجو غيرَ مريحًا ومتوِترًا
"عذراً لا اعرفُ اسمك--ِ"

تنهدت هيّ بابتسامةٍ متكلّفة، وَ قالت:
"لأنّكَ لم تسأل"
أردفت بيّنما تخرجُ سيجارةً من حقيبتها تليها ولّاعة
"أسمي سويونغ"

اشعلت عقبّ السيجارة واسنتشقتها بِـعمق، ثمّ زفرت الدخان جانِبًا
لكنّ تايهيونغ أحسّ بأنّها نفختهُ أمامَ وجههِ لقوةِ الرائِحة

فتحَ بابَ سيّارته، وَ دخل
شزرها بحيّرةٍ ثمّ بدأ القول:
"مالذي تريدينه؟"

ضحِكت بعلو وأجابت:
"صريحٌ وَ مُباشِر ، أحبُ ذلِك!"
أضافت وهيّ تلوحُ بالسيجارة:
"لا أريدُ شيئًا مِنكَ أيّها الوسيم
فقط توصيلة"

استلَ نفسًا عميقًا عندما علِمَ بأنها لن تتركهُ حتى تحصلَ على مُرادِها وَ قالَ مُرغمًا:
"اركبِ"

صفقت بسعادة، وَ قفزت إلى المقعدِ المُجاور:
"يبدو أنّكَ تعملُ بجدٍ لتحصلَ على مثلِ هذهِ السيارةِ الرائعة!"

همهمَ بلا اهتمام وشغلّ المحرك
لو أنّ لانا كانت مكانها فَحسب...
لكانَ فتحَ لها البابَ بِـنفسه

لمَ هيّ؟، لم يطمعُ بها هيّ فقط؟

+++

"ما هذا؟"
سأل بيّنما يحدقُ إلى رزمةِ الأوراقِ بيّن يديه

"إنّها مجموعةٌ من رسوماتي، بإمكانكَ اختيارُ أيًّا منها تفضلُ وسأعلمكَ كيّف ترسمها"
قالت من كانت تعطيه ظهرها، تقفُ أمامَ مرآة صغيرة قد علقتها على مسمارٍ موجودٍ في الجِدار

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن