٢١⇜حقيقة

848 121 41
                                    

الواقعُ هوَ سكينٌ وجدت طريقها لصدري
الواقعُ هو صدمةٌ،
ألمٌ لا يُحتمل، لكنه في نفسِ الوقت
لا يقتلني
بل يجعلني أتمنى الموتَ فقط

جلسَ على المقعدِ الأماميّ بجانبِ السيّد تشوي، رآهُ يبحثُ  في الدرجِ تحتِ رفّ السيارة
أخرجَ ملفًا، وأغلقَ الدرج

نظرَ إليّه قائلًا:
"ما هذا برأيّك؟"

هزّ رأسهُ بعدمِ فهم، ليجيبَ السيّد:
"إنهُ ملفُ تحليلاتكَ، لقد كذبتُ على أمك عندما سألتني عنه بحجةِ أنه قد تأخر
لأنني أردت التحدّثَ إليّكَ بصفتكَ فتىً بالغًا وعاقِلًا"

عقدَ تايهيونغ حاجبيّه:
"مالذي فيه؟"

ابتسمَ السيدُ بتكلّف، بدت ابتسامتهُ متوترُة
"لا تبدو خائِفًا"

تنهدَ بتعب:
"كيّفتُ نفسي على توقعِ الأسوء،
لذا قل ما عندكَ ولا تتردد"
أشارَ بكفِ يده على قلبه:
"فهذا قد أصبحَ مُخدرًا"

اوماء السيدُ تشوي وأخذَ نفسًا عميقًا
"أنتَ مصابٌ بمتلازمةٍ يا بنيّ"

أمالَ رأسهُ باستفهام:
"متلازمة؟"

"نعم، وهيّ عبارةٌ عن أعراض متنوعة ومُختلفة غير مترابطة تهيئ لِـحدوثِ مرض أو تكون مسببة للمرض و لا يكونُ هنالك سببٌ واضح لحدوثها"
أجابَ وقد عقد يداهُ فوقَ ركبتيّه
استرسل:
"هل آلمتك قدماكَ مؤخرًا؟، أو شعرت بتصلبٍ في مفاصِلك؟"

اوماء تايهيونغ موافَقًا لكلامه،
بدا صوتُ السيدِ شاحِبًا عندما تحدث:
"تسمّى بالألم الناحي المركب،
ولحسنِ الحظّ إصابتك بها ليّست مضرّةً بالعصب بشكلٍ كامل، وبما أننا اكتشفناها مبكرًِا سوفَ تكونُ العلاجاتُ مرضيّة، اتمنى ذلِك"

مدّ يدهُ ليمرر لهُ الملف، ثمّ أضاف:
"جمعتُ معلوماتٍ عن المرض، وفي آخر صفحة هنالكَ رقمُ الطبيبِة المختصة إن رغبت بالعلاجِ طبعًا"

قلب الصفحاتِ حتى وصلَ للصفحةِ الأخيرة
ليجد رقميّن
أشارَ الطبيبُ بيدهِ على الرقمِ الأول:
"هذا خاصٌ بالطبيبةِ سانغ هي، اختصاصها هوَ الأعصاب
أما هذا فللطبيبِ النفسيّ تشانغ يول"

ضيّق تايهيونغ عيناه:
"طبيبٌ نفسي؟"

حطّت كفُ السيد على كتفه وضغط عليّها قائِلًا بتعاطف ميزهُ تايهيونغ في صوته:
"اعلمُ ما ممرت بهِ يا بنيّ،
من أسبابُ الإصابةِ بالمُتلازِمةِ هوَ التعرضُ لطلقٍ ناريّ أو لعمليّة جراحيّة، أو فقط لجرح"
غدت ملامحهُ جادة:
"وأنا أعلمُ بأنّك لم تصب بأيٍّ من الخياريّن الأوليّن"

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن