٢٣⇜مشاعِر

926 130 84
                                    

بعدما وصلتُ إلى نقطةٍ عميقةٍ جدًا
تسمى بالحضيض
في عمقِ بحر اللاسعادة
بعد أن انتصرَ الظلامُ على الضوءِ فقتله
قررتُ بأن أسبحَ مجددًا
لكن للأعلى

...

عِندما ترى شخصًا عزيزًا عليّكَ يحتضرُ أمامَ عيّنيك..
ستنقسمُ نفسكَ إلى شطريّن
شطرٌ يسيطرُ عليه الهلعُ التام،
والآخرُ يحاولُ إنقاذَ الموقِف

في حالةِ هان لانا
ربما فازَ الشطرُ الثاني
رباطةُ جأشها كادت تتمزق
لكنّها حافظت عليّها، فرغبتها في استبقاء حياةِ الممددِ على الأرضِ كانت فوقَ كل شيء

"تايهيونغ، إن مت فسوفَ ألعنك إلى الأبد!"
نادت بغيّةَ أن يسمعها فيّفتح عيّناهُ الذابلتيّن، لكنّ جميعَ محاولاتها باءت بِـالفشل

استقامت بأرجلٍ مُرتعشة لِـتحضرَ مناشِفًا منَ الخزانةِ الخشبيّة وتلفها حولَ جراحِه
كان مستلقيًّا على ظهرهِ،
يحكمُ إمساكُ سكينًا صغيرًا بيدهِ اليمنى
هاتفهُ يرقدُ بجانِبه، يضيءُ بِـأسماءٍ مختلِفة كلُ مدة

كان يرتدي بِنطالًا أسودًا، ولشدةِ الدماءِ التي نزَفها لم تعرف من أين تبدأ

ذرفت دموعًا يائسة، لم تبكِ على فتىً مِن قبل
لربما هيّ فقط خائفةٌ ومتوترة
أو أنّها لا تريدُ منهُ أن يرحل
يالها من فتاةٍ أنانيّة!
لا هيّ تسحبهُ بيّن أحضانها ولا هيّ تدفعهُ بعيدًا

حينما أكملت لفّ كاملَ فخذيّه بجميعِ المناشفِ التي وجدتها، ركضت لتنادي السائق الذي ساعدها على حملهِ ووضعهِ في المقعدِ الخلفي

نبضهُ يكادُ يندثر وأنفاسهُ تتباطئ
الزمنُ يسرقهُ منها
يأخذهُ بعيدًا في رحلةِ قريبةٍ إلى الفناء

تكفلَ بهِ المسعفونَ عِندما تمّ أخذهُ إلى المشفى
لم تكن تعلمُ هل سيّنتشلهُ الموت،
أم هل ستحميهِ الحياةُ وتبقيهِ في كنفِها؟

وعدمُ المعرفةِ يقتلها، يجعلها طريحةَ القلق

لم ينفكَ هاتفهُ يرنُ لذا انتهى المطافُ بها - بعدَ أن غسلت الأحمرَ الذي يتفشى في يديها- وهي تجيب.

أتاها صوتٌ أنثويّ شاحب، يطغى عليهُ احتقانٌ ناتجٌ عن البكاء لفترة كما استنتجت لانا
"تايهيونغ! ارجع وسوفَ نشرحُ لكَ كلُ شيء---"

قاطعتها بأدب:
"سيدتي، تايهيونغ في المشفى"

"ماذا؟!، مالذي حصل؟!"
صاحت بهلع

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن