1

5.2K 204 41
                                    

في إحدى القُرى على حدُود العاصمة , هُناك حيث أعتلى الخضَار الاراضي و نبتت زهُورٌ جميلة مُعلنة أن الربيع قد أتى بعد شتاءٍ بارد كالصقيع , الاجواء في النهار شديد البُرود حيثُ قد أعلنت الشمس حضُورها للتو , يستيقظ الفلَاحون ذوِي القلوب البيضاء الجميلة حيث لا وجود للأحقاد ما بينهم , كعائلةٍ واحدة كبيرة , كلٌ أتجه لحقله او لمتجره الصغير , يبيع ما لديه من بضائع لهذا اليوم الجميل البارد .

ذلِك المنزل متوسط الحجم في إحدى أركان القرية , هُناك نبدأ بقِصتنا الدافئة , منزلٌ يُشع بجمالٍ وبساطة , أصوات ضحكات الصغار منه و تذمرات الاستيقاظ باكرًا , نطق صوتٌ طفولي بعبوسٍ ونفخٍ لخديه المحمرين بخفة أثر برودة الطقس "أمي , أريد كعكةً بالتُفاح اليوم أو سأعود للنوم مُضربًا عن النهوض !".

قهقهة الام بخِفة لتنحني لطول صغيرها اللطيف , ومدة يدها لتمسح الطحين على يدِها بوجنة اللطيف المُتذمر , شهق هو ليتراجع للخلف ونطق بأنزعاجٍ خفيف " أميي" . سمع صوتًا هادِئًا من خلفه "إير , يالك من طفل ". نطق صغيرٌ مُشابه له بشدة , عدا أن جسده كان أهزل من الاخير بقليل .

حل الصمت على المكان في حين إتجه الجسر الاصغر للطاولة , وجلس على كُرسيه أمام أخيه الاكبر سنًا , والذِي كان يستمع للحديث , نطق الاكبر مُؤنِبًا "رِيان لا تقول هذا لتوأمك , إنظر إليه لقد أحزنته " لم تتغير تعابير رِيان بل مد يده ليُمسك بكوب الحليب الساخن , وكان ليرتشف بعضا منه لولا أن كُرسيه فقد توازنه ليسقط أرضًا مع كوب الحليب السخن الذي أنسكب فوقه , عض على شفته الصغيرة مانعًا نفسه من الصُراخ أثر ما سُكب على جلده .

وقف إيرين جانبًا بعد ان دفع الكرسي في وسط نظرات والدته المصدومة من فعل الاصغر سنًا و نظرات الاكبر الهادئة وهو يرى أخاه الاصغر فعل فعلًا شنيعًا , لم يكُن هذا غريبًا في هذه العائلة , التوأم الاكبر رِيان بارد المشاعر بشكلٍ مخيف , تصرفاته مُريبة رغم أنه لم يبلغ السادسة سوى قبل مُدة قصيرة , أما الاصغر سنًا فقد كان طفلًا طبيعيًا بالكامل , لذا وبلا إحساسٍ من أحد , حصل على كل الاهتمام.

إرتفع بصر رِيان ليُحدق بتوأمه بحقد وكان ليفتح فاهه ليتشاجر معه كم إعتاد لكن صوت والدته المُؤنب أصمته , "رِيان يجب أن تتصرف كأخٍ أكبر جيد ! , أنظر ماذا فعل أخاك بسببك؟" عض على شفته لينهض من مكانه بحركةٍ سريعة ويُغادر الحُجرة مُسرعًا بخطواته للأعلى , التأنيب ! التأنيب هو دائِمًا ما يحصل عليه! , ماذا عن إيرين؟ إنه يفعل الاسوء , إنه طفلٌ مدلل لا يكاد يفعل شيئًا بلا والدته العزيزة .

لما لا يفهمه أحد ؟ ليس وكأنه اراد سوءًا لقد كان أمرًا غير واعٍ منه لفتح حديثٍ طبيعي مع شقيقه الاصغر , و ذلك المُدلل قام بفعلٍ واعٍ تمامًا ولم يؤنبه أحد .

أغلق باب حُجرته بقوة خلفه ليرمي بجسده على سريره الصغير , عبوسٌ على وجهه وتقطيبة حاجبين في جبينه , يُحدق بالسقف بجحود , نطق بنبرة هادئة "لما لا يفهمني أحد ؟ أنا لستُ مجنونًا بحق ,كله بسبب مدلل العائلة المزعج" وأكمل شتمه تحت أنفاسه , حتى هدأ أخيرًا و رفع جسده عن السرير ليجلس القُرفصاء بيديه في حُجره , حرك ببصره للجزء الفارغ من الحُجرة ليزداد عبًوسه بشدة .

||When He Was Alone||Where stories live. Discover now