8

1.3K 127 10
                                    

إتجه الاثنين لتناول الطعام في أقرب مطعم منهم، وقد كان مطعمًا للوجبات السريعة، طلب رِيان مشروبًا فحسب فهو لم يكن جائعا حقا لكنه لم يريد البقاء في ذلك المكان المريب وحده لذا خرج مع جيمي، والذي من جهة أخرى هو طلب كل ما وجده أمامه، ليجلس على مقعده ويبتلعه بشراهه كأنه لم يتناول اي شيء لشهرٍ كامل.

تنهد ريان بثقل وهو يشعر بكل الأعين عليهم وصديقه وللأسف لا يهتم بأي شيء،. يكفي الاهتمام الذي جذباه بسبب شكليهما الأجنبي، فقد كان الشعر الأشقر المائل للأبيض نادرًا هنا  ناهيك عن أن الأحمر بدا اكثر ندرة، ثيابهما تشير لكونهما جانحين، لا بل هي كانت عادية لكن ملامحهما واجسادهم لعبة دورًا كبيرًا في هذا.

"جيمي الطعام لن يذهب لأي مكان تناوله ببطء" نطق بخيبة امل ليتجاهله الاخر تمامًا، اخرج هاتفه من جيب بنطاله ليعبث به متجاهلًا الهمسات حولهم و السخرية الواضحة من صديقه، حسنا هو أن يكترث ببساطة لكنه لازال فضوليًا هل حياة المدينة هكذا دائمًا؟ "اسمعني أيها الشره، سأبحث عن عملٍ لي هنا، و أيضًا هل سألت خالتي عن اسم المدرسة التي سنلتحق بها؟ يجب أن نقدم أوراق النقل مبكرًا" سأله وهو يحدق به بطرف عينه ليحظى بإهتمام الاخر الذي أنهى طبقه وبدأ يرتشف من مشروبه.

"ماذا؟ استبحث عن عمل منذ الان؟ هذا مبكرٌ قليلًا، وبذكر المدرسة هي لم تخبرني " نطق بصدمة في بداية حديثه، هما انتقلا للتو لهنا، و صديقه الأحمق يبدأ بالبحث عن عملٍ على الفور؟ هذا غريب، لكن ان نظرنا لجهة ان الاخر مهووس بالعمل فليس غريبًا أبدًا.

"يالك من عديم فائدة "رد ريان بخيبة امل، لينهض من مكانه وتبعه الاخر مع مشروبه في يده، ليرد عليه "أنت هو عديم الفائدة واللعنة،. لما لم تسألها؟" نطقه بإستياء ليحظى بإجابة رفيقه على الفور "أنا لا أملك رقمها حتى، و لا تلعن".

"ماذا؟ حسنًا اثبت هكذا انك عديم فائدة بجدارة! كيف لا تملك رقمها؟؟" سأله جيمي بحاجبٍ مرفوع، ليجيبه ريان بغير اكتراث وهو يحدق بإعلان عمل وجده جانبًا" همم لم احتجه "..  خطى الي الإعلان وسط نظرات جيمي المتعجبة، قرأ ما كُتب في الإعلان ليبتسم بخفة، لديه كل المتطلبات لذا سيكون الأمر سهلًا بالنسبة له.

"ريان إلى ماذا تحدق؟ " أراد جيمي الاقتراب ورؤية ما ينظر إليه رفيقه لكن بحركة خفيفة هو مزق الإعلان ليضعه في جيبه ثم إلتفت إليه مبتسمًا لينطق "لا شيء،. هيا لنذهب". لم يبدو جيمي مقتنعًا بما حصل لكنه فقط تجاهل الأمر، ليبتسم له بخفة ويكملها طريقهما،. ليس لديهما وجهة معينة لذا تسكعا فقط حتى حلول المساء ثم عادا للنُزل رغم أنهما اشتركا في عدم رغبتهما بالعودة.

"أين كنتما حتى هذا الوقت؟؟" صرخت في وجهها تلك المُسنة بعُكازها أشارت به إليهما، تراجع جيمي للخلف بينما نطق ريان بعدم رضى وعبوس على وجهه "وما شأنك؟ انت مالكة النزل وليس لدي اعتراض لكن ان تتدخلي في شؤوني؟ ليس لك اي علاقة بمتى نعود او حتى إن لم نعد رجاءًا لا تتدخلي فيما لا يعنيك. "

||When He Was Alone||Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon