5

1.5K 135 25
                                    

"يا إلهي ماذا فعلتما أيها الشقيان المُهملان مُحبا المشاكل؟؟!!" وحصلا على تأنيبهم في غُرفة المشفى , وكلٌ منهما حصل على سريرٍ بجوار الاخر بسبب قوة إصاباتهم , أطلقت عليهم جيسيكا نوبة التأنيب خاصتها بلا أن تجفل حتى "نزيف داخلي أيها الحمقي؟! أتعلمان كم هذا خطير حتى! جيمي أيها الجانح الأحمق حصلت على نزيفٍ داخلي وخرجي خطيرين ! بالكاد وجدو دِماءًا تُطابق خاصتك! أتعلم ما كان سيحصل لو لم تتوفر لديهم زمرة دمك؟!! وانت أيها الاحمق الكبير أنت أكبر منه على الاقل تصرف كشخصٍ بالغ! نزيفك خطير و أنظر لخدك المتورم ؟! سُحقا فاليتكلم أي منكما!".

"خالتي\ أمي الشتم واللعن ممنوعان .." نطقا معًا وأحدهما اشاح وجهه الشاحب بعيدًا  ليبتسم الاخر بتوتر وهو يُحدق بوالدته التي تكاد أعصابها تخرج من جبينها و في جانبٍ ما يقف الطبيب الخائف منها , حسنًا وهي منذ دخلت لم تتوقف عن الصراخ عليهم! وأخرجت كل شتيمة سمعت بها في حياتها أمامهم .

وحالة الاشقر ليست جيدة فهو لم يتوقف عن تقيئ الدماء منذ قدومه بل وشحوب شديد في وجهه وتعرقه الذي بلل ثيابه , إرتفاع نبضاته وفقر دم مُخيف!. كان الخاص بصديقه أخف بقليل فلم يكن النزيف حادًا كخاصته وما زاد الامر سوءًا حقًا أنه يتظاهر بالقوة لكي لا يظهر ألمه مانعًا نفسه من التقيئ بشدة .

"سيدتي صوتك .. "نطقت الممرضة بتوتر , فقد سمع كل من في المشفى هذا الصُراخ , زفرت جيسيكا بثقل مُخرجه من عصبيتها ثم إعتذرت للممرضة التي غادرت من فورها لتعود لمريضها في الحجرة المجاورة والذي تذمر من قوة الصوت , ثم إلتفتت للطبيب لتسأل "أين سنجد له زمرةِ كزمرته ؟" أجابها الطبيب بنبرة مترددة "حسنًا نحن نملك متبرعًا بالفعل هُنا يملك نفس زُمرة الدماء خاصة إبنك لكن عليك التحديث معه أولًا .." أومأت لتتبع خطوات الطبيب لحيث المتبرع لكنها توقفتت أمام الباب لتعطي نظرات حادة للأثنين وأردفت "إن عدت ووجدت أماكنكم متغيرة شبرًا واحدًا لن يكون من صالحكم , مفهوم؟؟"

اومئ الاثنين بسرعة لتُغادر هي , وبدا كما لو أن الهواء قد عاد للجو لينطق جيمي من فوره ويده على قلبه " يالها من أمٍ مُخيفة , بدأت أخاف على قلبي منها !" قهقه رِيان بسُخرية مُخفيًا خوفه هو الاخر ومسح عرقه من على جبينه بيده المُرتجفه  , لينطق جيمي بغيرة واضحة "فالتصمت أنت , يالك من محظوظ لذهاب والدتك ". صمت رِيان لبُرهة وفكر بالامر ليظن جيمي أنه قال أمرًا سيئًا وكان ليعتذر لولا أن الاخر أردف "حتى لو لم تذهب لا أتوقع أنها كانت لتؤنبني هكذا , إنها لا تهتم سوى لِـ إيرين على أي حال ".

"أوه .." أردف جيمي بهدوء , ثم فُتح الباب عُنوة لتدخل جيسيكا وخلفها رجلٌ شاب بدا في الثلاثينات رُبما , كان بشكللٍ ما يُشبه رِيان , بخُصلاته الشقراء المائِلة للبياض , كخُصلات رِيان قبل أن يقوم بصبغها باللون الاسود , زوج أعين خضراء باردة , تعابير غير مُكترثة و هدوء مُخيف . أشارت جيسيكا على رِيان في حين غرة لتُردف "هو من يحتاج التبرع سيدي ." خطى إليه الشاب بخطواتٍ ثقيلة على مسامعه فقد بدأ وعيه بالاختفاء تدريجيًا فرغم خِفة إصابة ظهره والتي لم يلحظها أحد إلا أن الدماء قد غطته , ف الجرح لم يكن واضحًا ابدًا وهو لم ينطق بشيء عنه واثر ضغطه عليه بإستلقائه زاد النزيف.

||When He Was Alone||Where stories live. Discover now