22

1.3K 104 30
                                    

وصلت اخبار مرض إبن عائلة إريس للمعارف الكُثر عبر القارات والمُدن , لتزداد الزيارات ويقدم من استطاع المساعدة , في يومين فحسب تدهورت حالته بشكل غير محتمل , فلم يكد يجلس او يتحدث الا وصرخ المًا , لم يعد يأكل او يتكلم , هو فقط يبكي المًا طوال الوقت , احضر ليوت فريقًا طبيًا كاملًا ليشرفو على حالته , لكن لا نتائج تُبشر بالخير, ووالدته قد إختفت بلا أدنى اثر ,تناوب الابناء عليه اسفًا وشفقةً على حاله , و قدُمت والدة لِيوت فور سماعها عن مرض حفيدٍ لم ترى شعرةً مِنه من قبل.

المكان مخيفٌ موحش في هذا القصر الضخم المظلم بكئابة اصحابه , دخلت كريستال للمطبخ ناويةً على اعداد وجبةٍ خفيفة وحساء للمريض , سهلة التناول فقد إستمر في تقيء كل ما يدخل فمه طوال اليومين السابقة , ملامحها المُتعبة والهموم التي وقعت على عاتقها , حيث هاهي قد اصبحت الوالدة الوحيدة التي تقف بجانبه بعد اختفاء أمه الحقيقية , اخرجت صينية الرغيف من الفرن بفُوطة بيدها تقيها من حرارة الصينية , ثم وضعتها جانبًا لتسمع صوت شخصٍ اخر معها في المطبخ , إلتفت متصنعةً الابتسامه لإبنتها الحزينة , خطت إليها و انحنت بخفة لتسألها بحنان "ما بال أميرتي الصغيرة غائِمة الوجه هكذا؟"

ردت عليها بنتها بعبوسٍ لطيف وتقطيبةٌ بين حاجبيها الصغيرين "ماذا حصل لذلك الفتى.؟ لما هو مريضٌ هكذا؟" زفرت والدتها بثقل ثم عاودت اللابتسام لتجيب وهي تعبث بخصلات إبنتها الشقراء التي ورثتها عن والدها "إيرين تناول شيئًا سيئًا يا عزيزتي ومرِض اثر هذا " سألتها يُوني بقلق واعين دامعه "إذا هو لن يستطيع اللعب معي بعد الان ؟" فضلت الام عدم الاجابه على هذا , فإما تحطم آمال إبنتها او تعطيها املًا زائفًا قابلًا للتحطم في اي لحظة , حدثتها مغيرةً الموضوع "ما رأيكِ بأن ادع المُربية اللطيفة تأخذكِ للتمشي خارجًا ؟" لم يعجب الصغيرة تغير امها للموضوع لكن بالطبع قبلت العرض , فكيف سيرفض طفلٌ صغير الخروج للعب؟.

هزت رأسها بالايجاب , لتنادي السيدة كريستال على المربية الخاصة بيوني وتطلب منها اخذ إبنتها لمدينه الالعاب مع السائق , فاجواء المنزل سيئة في الوقت الحالي على صغيرة لم تُتم العاشرة من العمر بعد , و هاهي تفكر بأن تجعلها تبيت بعد هذا في منزل عمتِها وبناتها لتغيير الجو وما إلى ذلك .

اكملت السيدة كريستال اعداد الحساء مع الرغيف الرقيق الذي صنعته بالحليب ليتمكن إيرين من تناوله , فهذا كان اكثر ما تستطيع فعله مع الاوضاع الحالية وحاجته للعناية المركزة , اما بالنسبة لزوجها لِيوت؟ فقد غادر فَجر اليوم في اول طيارة لمكانٍ لا تتذكر اسمه بُغية البحث عن شيءٍ او شخصٍ ما لعله يفيد الاخر .

-

يجلس على كُرسيٍ فاخر , بخُصلاته الحمراء المُسرحة للخلف وتعابيره المخيفة والمُجهدة, تحدث بصوتِه العميق الذي لا يقل هيبةً ورهبةً عن شكله و في يده سيجارةٌ يتناثر دُخانها في المكان "إذا آحضرتم ما طلبتُه ؟" الخُبث في صوته يُسمع , وضحكةٌ ممن امامه جعلت إبتسامته بأنيابٍ بارزة تظهر, اراح ظهره على كُرسيه وندب قائِلًا "ضعوه في القبو السُفلي , ولكم ما ووعِدتم به " تحرك شابان يرتديان زيًا عسكريًا مغادرين مكتب سيدهم ذو القوةِ المطلقة , ليفعلو ما اتو من اجله ويرمون ذلك المُراهق الذي لا يعلم ما احظره لهنا غير الفضول .

||When He Was Alone||Where stories live. Discover now