18

1.3K 112 21
                                    

انتهى يوم جيمي بشكلٍ اقل ما يقال عنه طبيعي , وبالنسبة له قد يكون شديد الملل فقد كان ذلك المبنى فارغ الا من القطط المشردة و الفئران , لم يجد اي شيءٍ يذكر هناك عكس ما وصله من مصدرٍ ما لذا عاد لللنزل خائب الامل بعض الشيء , اراد بعض المتعة في حياتها ولم يبدو انه وجدها هناك . تحمحمت المُسنة وهي ترى المراهق يدخل من الباب في تمام منتصف اللليل والذي كان وقتًا متأخرًا بالفعل !

رفع جيمي حاجبه وسألها مستفهمًا "ماذا؟" زفرت متثاقلة وسألته وهي تسكب لنفسها الماء البارد "أين صديقك الاشقر؟" رفع كِلا كتفيه بعبوسٍ زين وجهه ليندب قائلًا "ليس لي معرفةٌ بهذا كما هو واضح" , اومأت له , فبالطبع إن كان يملك ادنى معرفة لما كان في هذا النزل الان , لا يُبقيه هنا الا جهله والذي نجى منه ريان منذ مدة .

"إذهب لشقتك " أمرته ولم يبدو انه في المزاج ليعارضها , وقد كان متجهًا لهناك على أية حال لذا رفع كتفيه وصعد الدرج إلى الاعلى , وبطبيعة الحال هو لم يلحظ من يحدق به من تلك الزاوية المظلمة , لكن المسنة لاحظته , لتسأله بنبرةٍ جافة "إذا ؟" إبتسم لها الشاب الذي يجلس على الطاولة ونطق ناهضًا من مكانه ومُعدلًا بدلته باهضة الثمن "لا شيء اعتقد ؟ " تنهدت بتعبٍ منه و نطقت مجددًا بسؤالٍ بلهجةٍ اكثر حدةً قليلًا "ماذا تنوي فعله ؟ كِين"

إبتسم لها كين واجابها مُقتربًا "لا انوي شيئًا , لما؟ اتريدينني ان اخذهما من عاتقك؟ حسنًا انا لا ارى انك احستني الاهتمام بهما لدرجة ان واحدًا قد اختفى بالفعل " تجهم وجهها وظهرت التجاعيد تحت عينيها , لم تجد ما تنطقه فقد قال الحقيقة , لم تحسن ابدًا الاعتناء بهما والان احد المراهقين قد اختفى ولا تعلم اين ذهب.. او ربما تعلم؟

رفع كين كتفيه بإبتسامته المتكلفة والخبيثة على شفتيه , و يديه في جيب بنطاله الفاخر , لينطق بعبث "ايتها المسنة ,انا حقا لا انوي فعل شيء , فكما تعلمين انا اشد كسلًا من ان ابدأ عملًا جديدًا , سأبقى اراقب من الاعلى حتى تصلني اوامري , وعدا ذلك؟ افعلي ما يحلو لكِ فانا لا اكترث " و غادر النُزل بعد نطقه هذا تاركًا اياها تحدق في مكان وقوفه .

"

مسدت كتفيها بإرهاق , يجب ان تعتني بالكثير من المشكال هذه الفترة , وإبن ليوت لن يسهل الامر عليها ابدًا , قررت ان تخلد لفراشها الان , فماذا ستفعل غير ان تسهر اللليل محدقةً عبر النافذة و تفكر بما فعلته للأن؟ لا شيء . ولن تفيد اي احدٍ بالفعل . فهاهي كبُرت في السن و لم تعد ذات فائدة كما كانت قبل بضع سنينٍ مضت .

-

يستلقي على فراشه الذي يسع خمسة اشخاص , بغطاءٍ من حرير ابيض اللون و نقوشواتٍ من الذهب الخالص على اطرافه , نعم هذه هي حياة الاغنياء التي بدأ يضجر منها بشدة , فلا يشعر ان له مكانًا هنا , بل أقل ما يقال عنه انه منبوذ ومجبرٌ على البقاء بلا سببٍ معين , يحدق لسقف حجرته المليئ بنقوشٍ كثيرة لا يبالي بشأنها , زفر متثاقلًا وحدّث نفسه " ألن يعود كل شيء لما كان ؟ "

||When He Was Alone||Where stories live. Discover now