15

1.2K 125 34
                                    

عادت الايام لمسراها و قد استطاع ريان بسهولة ان ينهي استذكار ما اخذوه في الثلاثة ايام الماضية ليسهل هذا عليه أن يلحق ببقية زملائه و من جهة المعلمين ف هو لم يقابل سوى بعضهم ليصدم بعض الشيء بالبقية.

مرت حصصهم الأولى بسلام ليرن الحرس معلنًا بدأ الاستراحة التي انتظرها اغلب الطلاب بفارغ الصبر، نهض جيمي ليلتفت لصديقه وسأل "تفاح أو برتقال؟". "تفاح." وغادر جيمي بعد أن سمع رده ليحظر لهما الطعام من الكفتيريا.

أراح ريان برأسه على سطح طاولته وزوج اعينه الزمردية يحدق بها عبر النافذة بتعبيره الضجر ذاته، وقد غاص في أعماق تفكيره. بشأن ماذا؟ انه بشأن تلك العصابة المخفية بالطبع. تغيب عنها ثلاث ايام واعماله لازالت على الحافة ولم ينهي منها شيئا يذكر.

يجب أن يذهب بعد المدرسة لهناك و يقدم عذره لرئيسهم، ربما سيقبله، فهو ليس صعب المراس مثل سيلو المغرور ذاك. زفر بغير وعيٍ منه وقد وقع في تفكيره العميق لدرجة انه لم يلحظ عودة جيمي ولا ان الاخير يحدثه، "ريان! اتستمع لي؟؟". صرخ بهذا ليعتدل ريان بجلسته من فوره ويحدث بالاخر بأعين ضائعة.

قبل أن يلحظ موقعه و يزفر مجددًا وقد حصل على تعليقٍ ساخر من رفيقه "أنت تتنهد كثيرًا، أهل أصبحت عحوزًا بهذه السرعة؟" قلب عينه على رد الاخر ليمد يده بعصير التفاح الذي وضع على طاولته ونطق بنبرته الهادئة " ربما، فقط جهز مكانًا لدفني من الان". ابتسم له جيمي ساخرًا ثم التهم شطيرته التي اشتراها في حين ان صديقه قد عاد ببصره ليحدق عبر تلك النافذة بهدوء..

'انه بعيدٌ جدًا' فكر جيمي وطرف عينه على الأشقر، منذ متى كان هذا؟ منذ متى اصبح يرى صديقه الذي بجواره والذي لا يبعد عنه الكثير بعيدًا جدًا؟، قد يراه بعينيه لكن.. الأمر مختلف، هو يراه نعم وها هو يجلس بجواره لكنه فقط ذلك الشعور داخله. الشعور الذي يصرخ داخله بأنه إن مد يده الان للأخر،. هي لن تصل أبدًا.

"ريان جيمي! انتما هنا" نطق ذلك الصوت المألوف لهما ولم يتعب الأشقر نفسه بالالتفات لصاحبه، في حين سأل جيمي بإنزعاج على من عكر صفو الجو "ماذا يريد المدلل منا؟". عبس إيرين بخفة، لما؟ هو لك يفعل أي شيء لصديقه أبدًا و الآن هو يكرهه؟ ولا يتذكر حتى ما فعله لتوأمه ليحصل على كل هذه الكراهيه منه.

شعر إيرين بتلك النظرات الحادة تخترقة. انها تذكره حقا بخاصة شقيقه لوريك. نفس البرودة والوحدة تشع منها. انها مخيفة.. سأل متظاهرًا بالشجاعة "لما تحدق بي هكذا؟".. قلب ريان عينيه ليعود لإرتشاف ما تبقى من عصيره متجاهلًا الاخر تمامًا وهذا سبب عبوسًا اكبر له.

"ياه انت!" نطق إيرين وهو يضع اشياءه جانبًا ثم خطى إلى ريان الذي رفع حاجبه بإستنكار، فتح فاهه ليردف بنبرته الباردة التي لم تتغير "ماذا الان؟ " لا ينكر التوأم الأصغر انه خشي من تلك النبره وقد اقشعر جسده بالفعل، لما يشبه توأمه الأكبر لوريك لهذه الدرجة؟ ولا ننسى والده، هو حقا من كان يجب عليه الذهاب لذلك القصر، سيكون مناسباً لإكمال مجموعة الأبناء المخيفين اكثر منه.

||When He Was Alone||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن