13

1.3K 116 37
                                    

دموعٌ أحرقت وجنتي الصغير،. غُطي فاهه بقُماشه بالية تمنعه من الصُراخ، اجسادٌ تتساقط واخرى تحارب، السكاكين ملأت الأرض وأصوات تضارب يزداد، صراخ ألم من جهة أخرى و ترجٍ لحياةٍ آمنة.

لكن لا! لا فائدة من هذا، أنهيت حياتهم بسكينٍ تتحرك بشكلٍ أفقي على اعناقهم، الدماء الداكنة تخرج أمام تلك الأعين الصغيرة، تتسع حدقتاه الزمرديتين، عقله الصغير لا يستوعب هذا،. لكنه خائف، حقًا.

قلبه يؤلمه، عض على لسانه بالخطأ وآن بألم أثر هذا، َاخيرًا تلك الأقدام التي عبرت فوق الجثث اقتربت منه، كان يرتدي ثيابًا غلب عليها السواد , الكمامة تغطي فمه لتُخفي هويته, جسد الصغير ارتجف أكثر مع كل خطوة , لتمتد يد ذلك الرجل لكمامته , نزعها ببطئٍ وإبتسامة كبيرة على شفتيه , نطق بنبرة هادئة "لقد أتيت , رِيان"

-

يَجلس الاب على الاريكة مع زوجتهِ الجميلة بجواره وإبنته ذات الخمس سنين , تتحرك يمينًا وشمالًا تسترق النظر للفتى الذي أحظره والدها في الليلة الماضية , كان في حالةٍ يُرثى لها ولم تُعطى الفرصة لتأمل شكلهِ الجميل بحق! شعرُه الشقر الفوضوي والذي يكاد يتخطى كتفيه , زوج أعينه الزُمردية الحادة , تعابيره الهادئة و قامته المتوسطة , في عينيها كان كالامير من القصص الخيالية.

من جهةٍ أخرى الامير خاصتها رفض التحدث بأي حرف , أعينه الحادة إرتكزت على والده , الذي ينظر له بهدوءٍ غير مُشيح ببصره , ولحظاتٌ مليئة بالصمت مرت , أعاد الاب حديثه وإقتراحه مجددًا "رِيان , فالتعِش معي هُنا! إنه أفضل لك من العيش في أي نُزلٍ رديئ هُنا! فالتعُد لوالدك وصدقني سأساعدك على نسيان ذلِك الماضي". 

"أتظن حقًا أنني سأقول :حسنًا كما تُريد أبي. ؟؟ والدتي والتي كانت زوجتك تخلت عني بكل بساطة ورمتني ! لما سأثق بك أنت من تركنا مُبكرًا ؟" نطقها بنبرته الحاقدة , أعينه تزداد ضيقًا ليتنفس والده بالصعداء , لا يبدو أنه سيُقنع هذا الفتى الصغير , والذي حسب علمه قد بلغ الخامسة عشر قريبًا , أو رُبما السادسة عشر؟ .

نهضت الزوجة من مكانها , أعينها اللينة تحتظنان رِيان الذي يُشيح البصر عنها , خطت إليه وهو تراجع للخلف , توقفت عن السير فجأة وأردفت بنبرتها الحنُون الهادئة "بُني , لا داعي لكُل هذا الحِقد, إنه يُلوث قلبك ولن يفعل شيئًا بالطرف الاخر!, أنت من تتأذى هُنا فحسب , و بحديثك هذا أنت تُؤذي والدك أيضًأ ".

أشاح ببصره بعيدًا , وعبوسه لم يندثر بعد , أردف بنبرة هادئة لا تقبل النقاش "أعد لي ثيابي, لقد تأخرت كثيرًا عن المنزل  " زفر والده بثقلٍ ليُنادي على الخادمة والتي كانت تقف بالحانب الاخر من الباب، والتي دخلت مسرعة لتسمع أوامر سيدها والذي اردف" فالتُحظري الثياب التي وصلت اليوم لهُنا" انحنت له وغادرت.

_

هُنا حيث قد غطت الثلوج هذا المكان من الارض، تقف بإعتدال مع تعابير هادئة على وجهها، بشعرها الأشقر الذي يُرفرف في الهواء و اعينها الزَرقاء الحادة التي تحدق بمن يقف مع مجموعة اوراقٍ في يده أمامها.

||When He Was Alone||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن