10

1.4K 126 20
                                    

إستلقى على فِراشه بكل تعب , فقد كان الطريق طويلًا للعودة سيرًا بالاقدام , حرك زوج أعينه الحمرَاء لصديقه الذي بدا غارقًا في أفكاره , ومنذ متى ؟ منذ قدموا لهنا وهو يبدو كما لو أنه في عالمٍ أخر " رِي .." نادى عليه بنبرة خافتة , ليلتفت له الاشقر , الذي أردف وهو ينهض من مكانه "لدي أمرٌ مهم لأفعله , غطي على غيابي قليلًا ".

وقبل أن يعترض جيمي , صديقه فقط غادر الحُجرة مُغلقًا الباب خلفه , زفر بثقلٍ لينطق بغير رِضى "أسيستمر بدفعي بعيدًا هكذا ؟" وما عناه أن رِيان قل حديثه و إحتل عليه الصمت , أصبح غامضًا و مُريبًا , نظراته للمكان , هدوءه الغامض , و مزاجه المتقلب فتارةً يبدو كطفلٍ في السابعة وتارة أخرى كعجوزٍ عفى عنه الزمن .

"أكل شيء حقا سيكون بخير؟ أمي " تمتم لذاته وهو يدفع بجسده ليعود للأستلقاء على السرير , راميُا بثقله على الوسادة ويداه أسفل رأسه وعينه أخيرًا ترتكز على السقف بعبوسٍ على شفتيه , لا ينفي أنه إشتاق لوالدته بل في الحقيقة لما تطهوه لهم من طعام , إشتاق لأطباقها الشهية وإبتسماتها الودودة , صوتها المُرتفع الذي يُوقظه من بحر أحلامه و أخيرًا حنانها المفاجئ.

لكنه يشك حقًا بمدى إشتياق رِيان للحياة هُناك , فمنذ حطت أقدامهم العاصمة بدا أن حملًا ثقيلًا إنزح عن صدره , كأنه هرب من شيءٍ ما , وهو يجهله بالتأكيد .

-

"لماذا تأخرت ؟"نطق بصوتٍ نعس بعض الشيء , وهو لم يفتح عينه بالكامل بعد لقد سمع ضجيجًا فحسب وهذا ما أيقظه من نومه ليخمن على الفور أنه رِيان , سمع صوت رفيقه "كان لدي عمل ما , عُد للنوم ".

لم ينتظر جيمي من رِيان أن يكمل حديثه فقد وقع في نومه بالفعل , ليزفر الاشقر بثقل ثم حمل ثيابه في الظلام ليفتح باب الحمام ويدخل به مُغلقًا الباب خلفه , إلتفت ليساره حيث وقعت المرآة الكبيرة , عبس بإستياء وهو يُحدق لثيابه المُمزقة , الدماء لونت قميصه الابيض, بل وبعضه قد تمزق أيضًا ليُظهر شناعة ما خلفه , وجهه خُدش قليلًا وأثار ضربٍ وضحت عليه , خدُه مُنتفخ قليلًا وعينه لا يستطيع أن يفتحها بعد الان .

يده من جهةٍ أخرى تنتفض وترتجف وحدها , لا يستطيع التحكم بها جيدًا كأن عِظامه قد كُسرت بل وتحطمت !, سار لأمامها ونزع ثيابه , الدماء لوثته ولوثت صدره , بعضها له , فقط بعضها , لكن البقية ؟ والتي لوثت أكبر قدرٍ من جسده؟ ليست له , تجنب النظر لما علي وأنهى نزع ثيابه ليذهب لأسفل الدُش و قام بفتحه على أبرد درجة من المياه , التي عبرت جسده من أعلى رأسه إلى أسفل قدميه , بعض الدماء والجروح إحتاجت لتنظيفٍ خاص , كونها قد جفت . 

إستغرق منه نصف ساعة لينهي تنظيف جسده المُلوث , ثم إرتدى ثيابًا مُريحة , من بنطالٍ قُطني أسود اللون , مع قميصٍ رمادي قُطني عليه , ليغادر الحمام ووجد أن رفيقه لم ينهض للتو لذا إستفاد من هذا , و حمل عِدة الاسعافات الاولية الموجودة في كل حُجرة و غادر حُجرتهما المُشتركة ليقوم بتنظيف جُروحه وتعقيمها جيدًا قبل أن يخلد للنوم .

||When He Was Alone||Kde žijí příběhy. Začni objevovat